لا يقال : لا نسلم تواتر هذه الأحاديث ، فإنها لو كانت متواترة لحصل العلم بها لكل أحد والتالي باطل فكذا المقدم.
لأنا نقول : المتوقفون في هذا الخبر قسمان ، منهم من عاندوا وأخفاه وقال : إنني لم أسمعه ، ومنهم من لم يعاند في ذلك ، وسبب عدم تواتره عندهم حصول الشبهة لهم أولا في نفيه ، فكان ذلك صارفا لهم عن اعتقاد موجبه ، ولهذا شرط السيد المرتضى رحمهالله في خبر التواتر (١) أن لا يكون السامع سبق الى اعتقاده نفي مخبره بشبهة (٢) او تقليد.
وأيضا فالناس قائلان : منهم من قال : العلم عقيب التواتر نظري ، ومنهم من قال : إنه ضروري ، ولا شك في أن النظريات لا يجب الاشتراك فيها لوقوع التفاوت في الناس بالنسبة إليها ، وأما الضروريات فكذلك أيضا ، خصوصا إذا كانت مستندة الى سبب كالإحساس.
الثالث : أن عليا عليهالسلام كان أفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم فيكون هو الإمام.
بيان الصغرى من وجوه :
الأول : أن الفضائل إما علمية أو عملية أما العلمية فيدل على استكماله فيها وجوه:
احدها : أنه عليهالسلام كان في غاية الذكاء والفطنة وقوة الحدس شديد الحرص على تعلم العلم واستفادته ، وكان معلمه أعلم الناس وأفضلهم رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ولا شك في أن القبول إذا تمّ مع وجود فاعل التام كان الفعل
__________________
وقال : سلموا علي أخي ووارثي وخليفتي في قومي وولي كل مؤمن ومؤمنة من بعدي سلموا عليه بامرة المؤمنين (اثبات الهداة ج ٢ ص ٤٦).
(١) راجع : تلخيص الشافي ج ٢ ص ٤٧.
(٢) ب : لشبهة.