البحث الخامس
في اختلاف الناس في الائمة
اختلف الناس في الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فذهبت الإمامية والكيسانية والزيدية والغلاة الى أن الإمام بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم هو علي عليهالسلام.
وخالفهم في ذلك جمهور السنة والصالحية من الزيدية ، فإنهم ذهبوا الى أن الإمام هو أبو بكر (١).
وقالت طائفة أخرى من الجمهور : هو العباس (٢).
أما الإمامية فقالوا : إن الإمامة بعد علي عليهالسلام لابنه الحسن ، ثم من بعده للحسين الشهيد ، ثم من بعده لابنه علي بن الحسين زين العابدين ، ثم لابنه محمد الباقر ، ثم لابنه جعفر الصادق ، ثم لابنه موسى الكاظم ، ثم لابنه علي الرضا ، ثم لابنه محمد الجواد التقي ، ثم لابنه علي الهادي النقي ، ثم لابنه الحسن الزكي العسكري ، ثم لابنه القائم المنتظر صلوات الله عليهم.
زعمت السبائية أصحاب عبد الله بن سبأ أنه لم يمت ، فإنه في السماء ، وإن
__________________
(١) والصالحية من الزيدية قالوا : ان عليا افضل الناس بعد رسول الله واولاهم بالامامة ، لكنه سلم الامر لهم راضيا وفوض الامر إليهم طائعا وترك حقه راغبا ، فنحن راضون بما رضي (الشهرستاني ، الملل والنحل ج ١ ص ١٦١).
(٢) وهم «الراوندية» القائلون بان احق الناس بالامامة بعد النبي العباس بن عبد المطلب ، لأنه عمه ووراثه وعصبته ، وقد صنف الجاحظ عنهم كتابا سماه «إمامة ولد العباس» يحتج فيه لهذا المذهب ويذكر فعل أبي بكر في فدك وغيرها (المسعودي ، مروج الذهب ج ٣ ص ٢٣٦) ، انظر أيضا : الاشعري ، اللمع في الرد على اهل الزيغ والبدع ص ١٣٣.