الأذان «حيّ على خير العمل» ، وغيّر قواعد الباطنيّة ، فأبغضه الأمراء والدّعاة.
وأمر الخطباء بأن يخطبوا له بهذه الألقاب الّتي نصّ لهم عليها ، وهي :السيّد الأفضل الأجلّ ، سيد ممالك (١) أرباب الدّول ، المحامي عن حوزة الدّين ، ناشر جناح العدل على المسلمين (٢) ، ناصر إمام الحقّ في غيبته (٣) وحضوره والقائم بنصرته بماضي سيفه وصائب رأيه وتدبيره ، أمين الله على عباده ، وهادي القضاة إلى اتّباع شرع الحقّ واعتماده ، ومرشد دعاة المؤمنين بواضح بيانه وإرشاده ، مولى النّعم ، ورافع الجور عن الأمم ، ومالك فضيلتي السّيف والقلم ، أبو عليّ (٤) ابن السّيد الأجلّ الأفضل ، شاهنشاه أمير الجيوش».
فكرهوه وصمّموا على قتله ، فخرج في العشرين من المحرّم للّعب بالكرة فكمن له جماعة ، وحمل عليه مملوك إفرنجيّ للحافظ ، فطعنه فقتله ، وقطعوا رأسه ، وأخرجوا الحافظ وبايعوه.
ونهب دار أبي عليّ ، وركب الحافظ إلى الدّار فاستولى على خزائنه ، واستوزر مملوكه أبا الفتح يأنس الحافظيّ ، ولقّبه أمير الجيوش ، فظهر شيطانا ماكرا بعيد الغور ، حتّى خاف منه الحافظ ، فتحيّل عليه بكلّ ممكن ، وعجز حتّى واطأ فرّاشه بأن جعل له في الطّهارة ماء مسموما ، فاستنجى به ، فعمل على سفله ودوّد ، فكان يعالج بأن يلصق عليه اللّحم الطّريّ ، فيتعلّق به الدّود ، فترجّح للعافية ، وأتاه الحافظ عائدا ، فقام له ، وجلس الحافظ عنده لحظة وانصرف ، فمات من ليلته في السّادس والعشرين من ذي الحجّة من السّنة ، وكانت وزارته إحدى عشر شهرا.
واستوزر الحافظ ولده وليّ عصره الحسن الّذي قتل سنة تسع وعشرين (٥).
٨٥ ـ أحمد بن عبيد الله بن محمد بن عبيد الله بن محمد بن أحمد (٦).
__________________
(١) في الكامل ١٠ / ٦٧٢ : «سيد مماليك».
(٢) زاد في الكامل : «الأقربين والأبعدين».
(٣) في الكامل : «في حالتي غيبته».
(٤) في الكامل : «أبو علي أحمد».
(٥) الكامل في التاريخ ١٠ / ٦٧٣.
(٦) انظر عن (أحمد بن عبيد الله) في : المنتظم ١٠ / ٢٨ رقم ٣٤ (١٧ / ٢٧٣ رقم ٣٩٧٧) وفيه :