علي (عليهالسلام) (١) ومثل ذلك قوله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في تشبيه علي بالأنبياء : (من اراد ان ينظر الى نوح في عزمه) الى آخر الخبر (٢) والأخبار في هذا المعنى كثيرة قد تقدمت واذا كان علي (عليهالسلام) من نور رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وعديل نفسه وشبيها بالأنبياء كان معصوما مثله ومثلهم ، اذ لم تخرج من مشابهة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الا النبوة فيبقى الباقي حاصلا له ومن جملته العصمة فيكون علي معصوما ولذا قال (عليهالسلام) : (والله ما ضللت ولا ضل بي ولا زللت ولا زل بي) وصدق وهو الأمين المصدق فانه ما زال على الحق ما حاد عنه ولا حال ولم يفارقه ولم يزايله طرفة عين والأخبار الواردة في المعاني المذكورة والمشابهة لها والقريبة منها متعددة واسعة ، وقد ذكرنا جلها وما ذكرناه هنا من التقسيم اصل يرجع إليه في ارجاع كل حديث مما لم نذكره هنا الى بابه فلنقتصر على ما رسمناه ففيه بلوغ المراد ، وتحصيل المطلب ، وكفاية المنصف ، ومقنع المتدبر في هذا الباب والمعاند لا دواء له من الحجة.
واما ما يشتمل على جميع الأئمة من النصوص الشاهدة لهم بالعصمة
فمنه الخبر المتواتر وهو حديث الثقلين وقول رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فيه : (اني تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتي فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض) وهذا اللفظ في بعض طرق هذا الحديث عن زيد بن ارقم وقد ذكرنا بعض طرقه والفاظه فيما مضى وهذا الحديث على جميع الفاظه دال على عصمة العترة من وجهين.
الأول شهادة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بعصمة المتمسك بهم
__________________
(١) أيضا ٩ / ١٧١ عن مسند احمد وفضائله قال : «وذكره صاحب الفردوس وزاد فيه :
(ثم انتقلنا حتى صرنا في عبد المطلب فكان لي النبوة ولعلي الوصية).
(٢) مر هذا الحديث.