شارعة في مسجد الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فقال يوما سدوا كل باب في المسجد الا باب علي فسدت فقال في ذلك قوم حتى بلغ ذلك رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) فقام فيهم فقال ان قوما قالوا في سد الأبواب وتركى باب علي (عليهالسلام) اني ما سددت ولا فتحت ولكني أمرت بأمر فاتبعته رواه احمد في المسند مرارا وفي كتاب الفضائل (١).
قلت : في هذا ما لا يخفى على عارف منصف من الاشارة البينة الى إمامة امير المؤمنين لأن الله حيث لم يجز لأحد من الصحابة مساواته في فتح باب الى المسجد ولم يرض بمشاركتهم اياه في ذلك ، بل جعله في ذلك شريكا للرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ومثيلا فيرضى بعد ذلك لهم ان يتقدموه الى مقام النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) ، أو يجوز ان يكون ابو بكر وعمرو عثمان أمراء عليه وحكاما وأئمة له كما يزعم الخصم وهؤلاء هم الذين لم يرض الله بالأمس بمساواتهم اياه في باب شارع الى المسجد ، أترى يعقل ذلك عاقل ويعتقده رشيد ، وفي الحديث أيضا دلالة على ان بعض الصحابة كانوا يتهمون النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في علي (عليهالسلام) ولا يسلمون له فيه ما فعل به وما قال ، ويطلبون مخالفته في ذلك ما استطاعوا ولذلك قالوا فيه ما اوجب ان يقوم فيهم ويخبرهم ان ما فعل بعلي (عليهالسلام) من التشريف عليهم عن الله لا عن نفسه وذلك في حياته وسلطانه فما ظنك بعد وفاته.
ومنها مناجاة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) عليا (عليهالسلام) يوم الطائف روى ابن أبي الحديد عن احمد بنت حنبل في المسند ان النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) دعا عليا (عليهالسلام) في غزاة الطائف فانتجاه وأطال نجواه حتى كره قوم من الصحابة ذلك ، فقال قائل منهم :
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ٩ / ١٧٢.