يأمر النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بالتمسك بمثل هؤلاء ، ولما كان العترة يختص بها من امر النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بالتمسك به ، وهو يختص بمن جمع اوصاف الامامة كان الأئمة هم العترة والعترة هم الأئمة ، وهم اهل البيت أيضا ، ويدل عليه أيضا قول امير المؤمنين في الخطبة التي قدمنا ذكرها : (فانه لما قبض الله نبيه (صلىاللهعليهوآلهوسلم) قلنا نحن اهله وورثته وعترته) (١) ـ لظهور انه (عليهالسلام) لا يريد باستحقاق الامامة وخلافة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) الا نفسه وولديه دون باقي بني هاشم كأخيه عقيل وغيره ، وسيأتي في ذكر النصوص ما يعاضد هذا الدليل ويزيد هذا المعنى توضيحا وبيانا ، وقول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في المهدي (رجلا من عترتي) يعني انه من الأئمة ، لأنا نقول انه خاتمهم وتمام عدتهم فلا نقض علينا به اذ ليس يتعين ان المراد به رجلا من ذرّيتي ، لأن المعنى الأول يقتضيه فصح من هذا ان كلما ورد من النصوص القرآنية والنبوية الدالة على إمامة العترة او ذوي القربى او اهل البيت او الآل او وجوب مودتهم او التمسك بهم او عصمتهم عن مقارفة الذنوب فيراد بهم الأئمة (عليهمالسلام) فهو شامل لهم بالتبعية وان كان موردها في امير المؤمنين (عليهالسلام) والحسنين بالاصالة للمماثلة الحاصلة والمشابهة الصحيحة ، وسيأتي للفظ ذوي القربى واهل البيت والآل زيادة توضيح وتصريح في ذكر الأدلة ان شاء الله بما يزيد شبهات المشبهين فترقب.
اذا تقرر هذا فلنذكر النصوص على العترة ، واعلم انها انواع.
فمنها ما ورد بلفظ الامامة وما ورد بلفظ التمسك ومنها ما ورد بلفظ السيادة ، ومنها ما ورد بلفظ المودة والمحبة وغير ذلك ، وسنذكرها مفصلة.
__________________
(١) حلية الأولياء ١ / ٨٦.