وغير ذلك مما قوي به قلوب اهل الشام ، وشحذ به عزائمهم على الضلال ، وكان على الكذب مقتدرا وبتصنيع الكلام وتزوير البهتان بصيرا ، وأي جهل اعظم من جهل من يجعل رواية ابن العاص المعروف بالفسق والكذب دليلا يعارض به الكتاب وصحاح الأخبار مع ان مقام ايرادها مصرح باختلاقها ، ومجموع الفاظها واضح في اصطناعها لكن القوم يأخذون ما يسمعون في الشيخين ويتلقونه بالقبول ولا ينظرون في سنده ولا في متنه ، ولا في مقام ايراده ، بعكس ما يرد عليهم من احاديث فضل امير المؤمنين (عليهالسلام) فانهم يبذلون الجهد في تهجينها سندا مع وثاقة رواتها ، ومتنا مع صراحتها واستقامة معانيها كما فعلوا في خبر الغدير وغيره ولو بالتأويلات التي لا معنى لها في العقول ، وهذا نتيجة ما في قلوبهم من العصبية.
الثاني انه معارض لما صح نقله من الأحاديث المشهورة في محبة النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لعليّ وفاطمة والحسن والحسين ومن ذلك ما رواه الترمذي عن عائشة قالت : كانت فاطمة احب النساء الى رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) وزوجها علي احب الرجال (٢) إليه وقال
__________________
فحرفوه عند النسخ او عند الطبع الى (آل ابي) فحذفوا كلمة (طالب) وبعضهم ترك مكانها بياضا ، وبعضهم مكان طالب (فلان) وكذلك فعلوا في رواية مسلم لها ج ١ / ١٣٦ فقيه : (ان آل ابي يعني فلانا) وتتمه هذا الحديث كما في البخاري (ولكن لهم رحم أبلها ببلالها) يعني اصلها بصلتها وآخر الحديث يشهد ان المراد آل ابي طالب ويضم الى ذلك تصريح الاسكافي بقوله : «اخرجه البخارى ومسلم في صحيحها مسندا متصلا بعمرو بن العاص وارسال ابن ابي الحديد لنقل الاسكافي عن الصحيحين ارسال المسلمات.
(٢) شرح نهج البلاغة ١ / ٢٦٤.