عليه وآله وسلم) فلان احبكم الى الله فلان أعلمكم فلان أقربكم إليّ فلان أشدكم جهادا أو اكثركم فلان لا يزال على الحق فلان خير امتي ، فهذه الألفاظ تدل على الامامة بضم اشتراط العصمة والأفضلية والأعلمية والأقربية الى الرسول (صلىاللهعليهوآلهوسلم) في الامام ولا يعرف في النص على الامامة أوضح من هذه المذكورات ، ومن طلب لذلك لفظا أوضح منها أو مثلها في هذا الباب لم يجده ، ومن شك فقد نازع مقتضى عقله وأخرج اللفظ عن معناه وصرفه في غير مؤداه ، وهذا لا يعجز عنه أحد من العارفين بفنون الكلام حتى في كلمتي الشهادتين (لا إله إلا الله محمد رسول الله) لكنه بدون قرينة صارفة عن الحقيقة عين العناد ومنه يجيء الباطل والفساد ، والمعاند لا يلتفت إليه ، وكيف يستفاد نص ابي بكر على عمر بالخلافة من قوله اني عهدت الى عمر بن الخطاب ويعرف منه استخلافه ولا يعرف من قول النبي (صلىاللهعليهوآلهوسلم) لرجل مخصوص هو وصيّي النص عليه بالاستخلاف وكلا اللفظين بمعنى واحد؟ فان عهدت الى فلان بمعنى أوصيت إليه كما نص عليه أهل اللغة فما ظنك بغيره من الألفاظ التي ذكرت مما هو أصرح منه وهل يجوز لعاقل أن يقول انا أفهم من قول ابي بكر اني عهدت الى عمر أنه استخلفه ولا افهم من قول رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) (عليّ وصيي) انه استخلفه؟ فكيف بقوله : (علي إمامكم بعدي علي خليفتي على أمتي) (١) الى غير ذلك من الألفاظ الصريحة؟ وهل يرتاب عاقل في افادتها النص بالخلافة وهو قد قطع بنص أبي بكر على عمر باللفظ المذكور الا أن يسلك مسلك العناد الذي لا دواء له ، نعوذ بالله من طاعة الهوى ،
__________________
(١) الظاهر أن ما بين القوسين من حديثين ففي عدة من الأصول كمسند الامام احمد ٥ / ٣٤٠ : (وهو وليكم بعدي) وفي حديث بدأ الدعوى كما في تاريخ الطبري ٢ / ٣٢١ بتحقيق الأستاذ محمد ابو الفضل ابراهيم : (ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم).