والفارسيّة فيكم غير منكرة |
|
وكلّكم لأبيه ضيزن سلف |
نيكوا فكيهة وامشوا حول قبّتها |
|
مشي الزّرافة في آباطها الحجف (١) |
وكان أول من جمع بين الأختين من قريش : أبو أحيحة (٢) سعيد بن العاص ، جمع بين هند وصفية ابنتي المغيرة (٣) بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.
قال : وكان الرجل من العرب إذا مات عن المرأة أو طلقها قام أكبر بنيه ، فإن كان له فيها حاجة طرح ثوبه عليها ، وإن لم يكن له فيها حاجة تزوجها بعض إخوته بمهر جديد.
قال وكانوا يخطبون المرأة إلى أبيها أو إلى أخيها أو عمها أو بعض بني عمها ، وكان له يخطب الكفء إلى الكفء ، فإن كان أحدهما أشرف من الآخر في النسب رغب له في المال ، وإن كان هجينا (٤) خطب إلى هجين فزوّجه هجينة مثله ، ويقول الخاطب إذا أتاهم : أنعموا صباحا. ثم يقول : نحن أكفاؤكم ونظراؤكم ، فإن زوّجتمونا فقد أصبنا رغبة وأصبتمونا ؛ وكنا لصهركم حامدين ، وإن رددتمونا لعلة نعرفها رجعنا عاذرين ، فإن كان قريب القرابة من قومه قال لها أبوها وأخوها : إذا حملت إليه أيسرت وأذكرت ، ولا أنثت ، جعل الله منك عددا وعزا وخلدا ، أحسني خلقك ، وأكرمي زوجك ، وليكن طيبك الماء.
__________________
(١) الحجف : ضرب من الترسة ، الواحدة حجفة ، وقيل : هي من الجلود خاصة. (لسان العرب مادة حجف).
(٢) سعيد بن العاص : أبو أحيحة ، وهو من سادات أمية في الجاهلية وهو والد عمرو بن سعيد الأشدق وجد سعيد بن العاص المتوفى سنة ٥٩ ه. وقد حبسه عمرو بن جفنة فقال في ذلك شعرا وصل إلى بني عبد شمس فجمعوا مالا كثيرا وافتدوه. وقد عاش إلى ما بعد ظهور الإسلام ومات على دين الجاهلية نحو ٣ ه / ٦٢٤ م. (انظر الإصابة ت ٣٧٥٩ وتهذيب ابن عساكر ٦ : ١٣١).
(٣) المغيرة بن عمرو بن مخزوم : هو من سادات قريش في الجاهلية ، من سكان مكة ، كان معاصرا لعبد المطلب بن هاشم ، وعارضه في ذبح ابنه عبد الله ، وقال : والله لا تذبحه حتى تعذر فيه ، ومن نسله مشاهير من الصحابة. متوفى نحو ٥٠ ق. ه / ٥٧٥ م. (انظر نسب قريش ص ٢٩٩ وما بعدها والإصابة ٤ : ١٣٩).
(٤) الهجين : الذي أبوه عربي وأمه أمة غير محصنة ، والجمع هجن وهجناء. (لسان العرب مادة هجن).