للبعث أركبها إذا قيل اظعنوا |
|
متساوقين (١) معا ؛ لحشر الحاشر |
من لا يوافيه على عشرائه (٢) |
|
فالخلق بين مدفّع أو عاثر |
وكانوا يربطون الناقة معكوسة الرأس إلى مؤخرها مما يلي ظهرها ، أو مما يلي كلكلها(٣) وبطنها ، ويأخذون ولية (٤) فيشدون وسطها ويقلدونها عنق الناقة ويتركونها حتى تموت عند القبر ، ويسمون الناقة بلية ، والخيط الذي تشد به ولية ، وقال بعضهم يشبه رجالا في بلية : «كالبلايا في أعناقها الولايا».
٣ ـ تقاليد العرب التي أقرها الإسلام ، وبعض عاداتهم
قال محمد (٥) بن السائب الكلبي : كانت العرب في جاهليتها تحرم أشياء نزل القرآن بتحريمها ، كانوا لا ينكحون الأمهات ، ولا البنات ، ولا الخالات ، ولا العمات.
وكان أقبح ما يصنعون أن يجمع الرجل بين الأختين ، أو يختلف على امرأة أبيه ، وكانوا يسمون من فعل ذلك الضيزن. قال أوس (٦) بن حجر التميمي يعير قوما من بني قيس بن ثعلبة تناوبوا على امرأة أبيهم ثلاثة ؛ واحدا بعد الآخر :
__________________
(١) وفي نسخة «مستوسقين» وفي رواية أخرى «مستوثقين».
(٢) وفي نسخة «عثراته». والعشراء : الناقة.
(٣) الكلكل : الصدر.
(٤) الولية : الخيط الذي تشد به الناقة.
(٥) محمد بن السائب الكلبي : نسابة راوية عالم بالتفسير والأخبار وأيام العرب ، وهو من أهل الكوفة. قيل : كان سبئيا من أصحاب عبد الله بن سبأ الذي كان يقول : إن علي بن أبي طالب لم يمت وسيرجع ويملأ الدنيا عدلا كما ملئت جورا. وهو صاحب كتاب الأصنام ، توفي في الكوفة سنة ١٤٦ ه / ٧٦٣ م. (راجع تهذيب التهذيب ٩ : ١٧٨ ووفيات الأعيان ١ : ٤٩٣).
(٦) أوس بن حجر التميمي : هو شاعر جاهلي ، وهو زوج أم زهير بن أبي سلمى ، كان كثير الأسفار وأكثر إقامته عند عمرو بن هند ملك الحيرة. عمّر طويلا ولم يدرك الإسلام ، وهو صاحب الأبيات المشهورة التي أولها :
أيتها النفس اجملي جزعا
توفي نحو ٢ ق. ه / ٦٢٠ م. (راجع خزانة البغدادي ٢ : ٢٣٥ وشعراء النصرانية ص ٤٩٢).