والثانية : الخيال (١) والمصوّرة ، وآلتها الروح المصبوب في البطن المقدم من الدماغ ، لا سيما في الجانب الآخر.
والثالثة : الوهم (٢) الذي هو لكثير من الحيوان وهو ما به تدرك الشاة معنى في الذئب فتفر منه ، وبه تدرك معنى في النوع فتنفر إليه وتزدوج به. وآلته الدماغ كله ، لكن الأخص منه به هو التجويف الأوسط.
والرابعة : المفكرة (٣) ، وهي قوة لها أن تركب وتفصل ما يليها من الصور المأخوذة عن الحس المشترك ، والمعاني الوهمية المدركة بالوهم. فتارة تجمع ، وتارة تفصل ، وتارة تلاحظ العقل فتعرض عليه ، وتارة تلاحظ الحس فتأخذ منه. وسلطانها في الجزء الأول من وسط الدماغ ، وكأنها قوة ما للوهم ، وتتوسط بين الوهم والعقل.
والخامسة (٤) : القوة الحافظة ، وهي التي كالخزانة لهذه المدركات الحسية والوهمية والخيالية دون العقلية الصرفة. فإن المعقول البحت لا يرتسم في جسم ولا في قوة جسم ، والحافظة قوة في جسم ، وآلتها الروح المصبوب في أول البطن المؤخر من الدماغ.
__________________
ـ تتشعب منه خمسة أنهار وكان الروح المصبوب في البطن المقدم هو آلة للحس المشترك والخيال ، وإنما تتأدى الإدراكات الحسية من الحواس ، بواسطة الأرواح التي في الأعصاب إلى التي في مباديها المتصلة بالروح المصبوب في البطن المقدم. (شرح الإشارات ١ : ١٤٥).
(١) وهي قوة مرتبة في التجويف الأوسط من الدماغ من شأنها أن تركب بعض ما في الخيال مع بعض وتفصل بعضه عن بعض بحسب الاختيار. (النجاة ص ٢٦٦).
(٢) الوهم : وآلته الدماغ ، لكن الأخص به هو التجويف الأوسط. وهذه القوة المسماة بالوهم هي الرئيسة الحاكمة في الحيوان حكما ليس فصلا كالحكم العقلي ، ولكن حكما تخيليا مقرونا بالجزئية وبالصورة الحسية ، وعنه تصدر أكثر الأفعال الحيوانية. (شرح الإشارات ١ : ١٤٥).
(٣) وهي قوة ، لها أن تركب وتفصل وما يليها من الصور المأخوذة عن الحس ، والمعاني المدركة بالوهم ، وتركب أيضا الصور بالمعاني وتفصلها عنها. وتسمى عند استعمال العقل مفكرة ، وعند استعمال الوهم متخيلة. وسلطانها في الجزء الأول من التجويف الأوسط.
(٤) وهي قوة مرتبة في التجويف المؤخر من الدماغ تحفظ ما تدركه القوة الوهمية من المعاني غير المحسوسة الموجودة في المحسوسات الجزئية.