وقال : إن كانت الكائنات من المضطرة فما الاهتمام بالمضطر إذ لا بد منه؟ وإن كانت غير مضطرة فلم الهم فيما يجوز انتقال عنه؟.
وقال : الصواب إذا كان عاما كان أفضل ، لأن الخاص يقع بالتحري وتلقاء أمر ما.
وقال : العمل على الإنصاف ترك الإقامة على المكروه.
وقال : إذا لم يضطرك إلى الإقامة عليه شيء فإن أقمت رجعت باللائمة عليك.
وقال : الحزم هو العمل على أن لا تثق بالأمور التي في الإمكان عسرها ويسرها.
وقال : كل فائت وجدت في الأمور منه عوضا أو أمكنك اكتساب مثله ، فما الأسف على فوته؟ وإن لم يكن منه عوض ولا يصاب له مثل ، فما الأسف على ما لا سبيل إلى مثله ولا إمكان في دفعه.
وقال : لما علم العاقل أنه لا ثقة بشيء من أمر الدنيا ألقى منها ما منه بد ، واقتصر على ما لا بد منه ، وعمل فيما يوثق به بأبلغ ما قدر عليه.
وقال : إذا كان الأمر ممكنا فيه التصرف فوقع بحال ما تحب فاعتده ربحا ، وإن وقع بحال ما تكره فلا تحزن ، فإنك قد كنت عجلت فيه على غير ثقة بوقوعه على ما تحب.
وقال : لم أر أحدا إلا ذاما للدنيا وأمورها ، إذ هي على ما هي من التغير والتنقل. فالمستكثر منها يلحقه أن يكون أشد اتصالا بما يذم ، وإنما يذم الإنسان ما يكره. والمستقل منها مستقل مما يكره ، وإذا استقل مما يكره كان ذلك أقرب إلى ما يحب.
وقال : أسوأ الناس حالا من لا يثق بأحد لسوء ظنه ، ولا يثق به أحد لسوء فعله.