قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الملل والنّحل [ ج ٢ ]

الملل والنّحل [ ج ٢ ]

138/358
*

١٢ ـ حكم أوقليدس (١)

وهو أول من تكلم في الرياضيات وأفرده علما نافعا في العلوم ، منقحا للخاطر ، ملقّحا للفكر ، وكتابه معروف باسمه ، وكذلك حكمته.

وقد وجدنا له حكما متفرقة فأوردناها على سوق مرامنا ، وطرد كلامنا. فمن ذلك قوله : الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية.

وقال له رجل يتهدده : إني لا آلو جهدا في أن أفقدك حياتك ، قال أوقليدس : وأنا لا آلو جهدا في أن أفقدك غضبك.

وقال : كل أمر تصرفنا فيه وكانت النفس الناطقة هي المقدرة له فهو داخل في الأفعال الإنسانية ، وما لم تقدره النفس الناطقة فهو داخل في الأفعال البهيمية.

وقال : من أراد أن يكون محبوبه محبوبك وافقك على ما تحب. فإذا اتفقتما على محبوب واحد صرتما إلى الاتفاق.

وقال : افزع إلى ما يشبه الرأي العام التدبيري العقلي ، واتهم ما سواه.

وقال : كل ما استطيع خلعه ولم يضطر إلى لزومه المرء فلم الإقامة على مكروهه؟.

وقال : الأمور جنسان : أحدهما يستطاع خلعه والمصير إلى غيره ، والآخر توجبه الضرورة فلا يستطاع الانتقال عنه ، والاغتمام والأسف على كل واحد منهما غير سائغ في الرأي.

__________________

(١) أوقليدس : حكيم يوناني قديم العهد ، شامي الدار ، قيل إنه ولد في الإسكندرية وأن أباه دمشقي الوطن. ويبدو من أخباره أنه استوطن إغريقية قبل الميلاد بثلاثمائة سنة. فتح في الإسكندرية مدرسة لتعليم الرياضيات ، فصارت في وقت قصير أول مدرسة في مصر.

وكان أوقليدس لطيف العشرة ، حسن القيام على عمله. ألف في الرياضيات تآليف عدة ، ضاع أكثرها ، ومن أشهرها : كتابه المعروف بأصول أوقليدس ، وكتاب المفروضات ، وكتاب تأليف اللحون وغيرها. (معارف البستاني ٤ : ٩١).