قائمة الکتاب
(1) فهرس الأعلام
٦٢١المسألة الثامنة : في أن الواحد لا يصدر عنه إلا واحد وفي ترتيب وجود العقول والنفوس
إعدادات
الملل والنّحل [ ج ٢ ]
الملل والنّحل [ ج ٢ ]
المؤلف :أبي الفتح محمد بن عبدالكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني
الموضوع :الفرق والمذاهب
الناشر :دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الصفحات :358
الاجزاء
تحمیل
١٢ ـ حكم أوقليدس (١)
وهو أول من تكلم في الرياضيات وأفرده علما نافعا في العلوم ، منقحا للخاطر ، ملقّحا للفكر ، وكتابه معروف باسمه ، وكذلك حكمته.
وقد وجدنا له حكما متفرقة فأوردناها على سوق مرامنا ، وطرد كلامنا. فمن ذلك قوله : الخط هندسة روحانية ظهرت بآلة جسمانية.
وقال له رجل يتهدده : إني لا آلو جهدا في أن أفقدك حياتك ، قال أوقليدس : وأنا لا آلو جهدا في أن أفقدك غضبك.
وقال : كل أمر تصرفنا فيه وكانت النفس الناطقة هي المقدرة له فهو داخل في الأفعال الإنسانية ، وما لم تقدره النفس الناطقة فهو داخل في الأفعال البهيمية.
وقال : من أراد أن يكون محبوبه محبوبك وافقك على ما تحب. فإذا اتفقتما على محبوب واحد صرتما إلى الاتفاق.
وقال : افزع إلى ما يشبه الرأي العام التدبيري العقلي ، واتهم ما سواه.
وقال : كل ما استطيع خلعه ولم يضطر إلى لزومه المرء فلم الإقامة على مكروهه؟.
وقال : الأمور جنسان : أحدهما يستطاع خلعه والمصير إلى غيره ، والآخر توجبه الضرورة فلا يستطاع الانتقال عنه ، والاغتمام والأسف على كل واحد منهما غير سائغ في الرأي.
__________________
(١) أوقليدس : حكيم يوناني قديم العهد ، شامي الدار ، قيل إنه ولد في الإسكندرية وأن أباه دمشقي الوطن. ويبدو من أخباره أنه استوطن إغريقية قبل الميلاد بثلاثمائة سنة. فتح في الإسكندرية مدرسة لتعليم الرياضيات ، فصارت في وقت قصير أول مدرسة في مصر.
وكان أوقليدس لطيف العشرة ، حسن القيام على عمله. ألف في الرياضيات تآليف عدة ، ضاع أكثرها ، ومن أشهرها : كتابه المعروف بأصول أوقليدس ، وكتاب المفروضات ، وكتاب تأليف اللحون وغيرها. (معارف البستاني ٤ : ٩١).