وقيل لبقراط : لم يثقل الميّت؟ قال : لأنه كان اثنين : أحدهما خفيف رافع ، والآخر ثقيل واضع. فلما انصرف أحدهما وهو الخفيف الرافع ثقل الثقيل الواضع.
وقال : الجسد يعالج جملة على خمسة أضرب : ما في الرأس بالغرغرة ، وما في المعدة بالقيء ، وما في البدن بإسهال البطن. وما بين الجلدين بالعرق ، وما في العمق وداخل العروق بإرسال الدم.
وقال : الصفراء بيتها المرارة وسلطانها في الكبد. والبلغم بيته المعدة ، وسلطانه في الصدر. والسوداء بيتها في الطحال ، وسلطانها في القلب. والدم بيته القلب ، وسلطانه في الرأس.
وقال لتلميذ له : ليكن أفضل وسيلتك إلى الناس محبتك لهم ، والتفقد لأمورهم ومعرفة حالهم ، واصطناع المعروف إليهم.
ويحكى عن بقراط قوله المعروف : العمر قصير ، والصناعة طويلة ، والوقت ضيق ، والزمان جديد ، والتجربة خطر ، والقضاء عسر (١).
وقال لتلاميذه : أقسموا الليل والنهار ثلاثة أقسام : فاطلبوا في القسم الأول العقل الفاضل ، واعملوا في القسم الثاني بما أحرزتم من ذلك العقل ، ثم عاملوا في القسم الثالث من لا عقل له ، وانهزموا من الشر ما استطعتم (٢).
وكان له ابن لا يقبل الأدب ، فقالت له امرأته : إن ابنك هو منك فأدبه ، فقال لها : هو مني طبعا ، ومن غيري نفسا ، فما أصنع به؟.
__________________
(١) وجاء في «الكلم الروحانية» ص ٩٩ : العمر قصير والصناعة طويلة والوقت ضيق والتجربة خطر ، والقضاء عسر.
(٢) ومن حكمه أيضا : من صحب السلطان فلا يجزع من قسوته كما لا يجزع الغواص من ملوحة البحر ، من كثر أدبه شرف وإن كان وضيعا ، وساد وإن كان غريبا ، وكثرت الحاجة إليه وإن كان فقيرا. (انظر لباب الآداب).