تعلمك العلم ، إن كنت ميتا فلا تحقر عداوة من لا يموت ، كل ما يمتار في وقته يفرح به. إن الزمان يبين الحق وينيره. اذكر نفسك أبدا أنك إنسان. إن كنت إنسانا فافهم كيف تضبط غضبك ، إذا نالتك مضرة فاعلم أنك كنت أهلها ، اطلب رضاء كل أحد ، لا رضاء نفسك فقط. إن الضحك في غير وقته هو ابن عم البكاء ، إن الأرض تلد كل شيء ثم تسترده ، إن الرأي من الجبان جبان ، انتقم من الأعداء نقمة لا تضرك ، كن حسن الجرأة ولا تكن متهورا ، إن كنت ميتا فلا تذهب مذهب من لا يموت ، إن أردت أن تحيا فلا تعمل عملا يوجب الموت ، إن الطبيعة كونت الأشياء بإرادة الرب تعالى. من لا يفعل شيئا من الشر فهو إلهي ، آمن بالله فإنه يوفقك في أمورك ، إن مساعدة الأشرار على أفعالهم كفر بالله ، إن المغلوب من قاتل الله والبخت ، اعرف الله ، واعقل الأمور الإنسانية ، إذا أراد الله خلاصك عبرت البحر على البادية ، إن العقل الذي يناطق الله لشريف ، إن قوام السنة بالرئيس ، إن لفيف الناس وإن كانت لهم قوة فليس لهم عقل. إن السنة توجب كرامة الوالدين مثل كرامة الإله ، رأيي أن والديك آلهة لك ، إن الأدب هو من ربّى لا من ولد ، إن الكلام في غير وقته يفسد العمر كله ، إذا حضر البخت تمت الأمور ، إن سنن الطبيعة لا تتعلم ، إن اليد تغسل اليد ، والأصبع الأصبع ، ليكن فرحك بما تدخره لنفسك دون ما تدخره لغيرك ، يعني بالمدخر لنفسه : العلم والحكمة ، وبالمدخر لغيره : المال.
وقال : الكرم يحمل ثلاثة عناقيد : عنقود الالتذاذ ، وعنقود الشكر ، وعنقود الشيم ، خير أمور العالم الحسي أوساطها ، وخير أمور العالم العقلي أفضلها.
وقيل : إن وجود الشعر في أمة يونان كان قبل الفلسفة ، وإنما أبدعه أوميروس ، وتاليس كان بعده بثلاثمائة واثنتين وثمانين سنة ، وأول فيلسوف كان منهم في سنة تسعمائة وإحدى وخمسين من وفاة موسى عليهالسلام ، وهذا ما أخبر به كورفس في كتابه ، وذكر فورفوريوس أن تاليس ظهر في سنة ثلاث وعشرين ومائة من ملك بختنصر.