وقال : لن تنبل ، واحلم تعز ، ولا تكن معجبا فتمتهن (١) ، واقهر شهوتك فإن الفقير من انحط إلى شهواته.
وقال : الدنيا دار تجارة ، والويل لمن تزوّد عنها بالخسارة.
وقال : الأمراض ثلاثة أشياء : الزيادة ، والنقصان في الطبائع الأربع ، وما تهيجه الأحزان. فشفاء الزائد والناقص في الطبائع : الأدوية ، وشفاء ما تهيجه الأحزان : كلام الحكماء والإخوان.
وقال : العمى خير من الجهل ، لأن أصعب ما يخاف من العمى التهور في بئر ينهد منه الجسد ، والجهل يتوقع منه هلاك الأبد.
وقال : مقدمة المحمودات الحياء ، ومقدمة المذمومات القحة.
وقال إيراقليطس : إن أوميروس الشاعر لما رأى تضاد الموجودات دون فلك القمر قا : يا ليته هلك التضاد من هذا العالم ومن الناس والسادة ، يعني النجوم واختلاف طبائعها ، وأراد بذلك أن يبطل التضاد والاختلاف حتى يكون هذا العالم المتحرك المنتقل داخلا في العالم الساكن الدائم الباقي.
ومن مذهبه : أن بهرام ، يعني الريح ، واقع الزهرة فتولدت من بينهما طبيعة هذا العالم.
وقال : إن الزهرة علة التوحيد والاجتماع ، وبهرام علة التفرق والاختلاف ، والتوحد ضد التفرق. فلذلك صارت الطبيعة ضدا : تركب وتنقص ، وتوحد وتفرق.
وقال : الحظ شيء أظهره العقل بوساطة العلم ، فلما قابل النفس عشقته بالعنصر ، هذه حكمه.
وأما مقطعات أشعاره فمنها : قال : ينبغي للإنسان أن يفهم الأمور الإنسانية. إن الأدب للإنسان ذخر لا يسلب. ارفع من عمرك ما يحزنك ، إن أمور العالم
__________________
(١) وفي «لباب الآداب» : لن تنل ، واحلم تنبل ، ولا تكن معجبا فتمتهن.