وحكى فلوطرخيس أن زينون كان يزعم أن الأصول هي الله عزوجل ، والعنصر فقط. فالله هو العلة الفاعلة ، والعنصر هو المنفعل.
وصاياه وحكمه
قال : أكثروا من الإخوان ؛ فإن بقاء النفوس ببقاء الإخوان ، كما أن شفاء الأبدان بالأدوية.
وقيل : رأى زينون فتى على شاطئ البحر محزونا يتلهف على الدنيا فقال له : يا فتى! ما يلهفك على الدنيا؟ لو كنت في غاية الغنى وأنت راكب لجة البحر قد انكسرت السفينة وأشرفت على الغرق ، كانت غاية مطلوبك النجاة وتفوت كل ما في يديك؟ قال : نعم ، قال : لو كنت ملكا على الدنيا وأحاط بك من يريد قتلك ، كان مرادك النجاه من يده وتفوت كل ملكك؟ قال : نعم ، قال : فأنت الغني ، وأنت الملك الآن ، فتسلى الفتى.
وقال لتلميذه : كن بما تأتي من الخير مسرورا ، وبما تجتنب من الشر محبورا.
وقيل له : أي الملوك أفضل؟ ملك اليونانيين أم ملك الفرس؟ قال : من ملك غضبه وشهوته.
وسئل بعد أن هرم : ما حالك؟ قال : هوذا أموت قليلا قليلا على مهل. وقيل له : إذا مت ، من يدفنك؟ قال : من يؤذيه نتن جيفتي.
وسئل : ما الذي يهرم؟ قال : الغضب والحسد ، وأبلغ منهما الغم. وقال : الفلك تحت تدبيري.
ونعي إليه ابنه فقال : ما ذهب ذلك عليّ ، إنما ولدت ولدا يموت ، وما ولدت ولدا لا يموت.
وقال : لا تخف موت البدن ، ولكن يجب عليك أن تخاف موت النفس. فقيل