قالوا :
* وأما الحالة :
فأحوال الروحانيات من الروح ، والريحان ، والنعمة ، واللذة ، والراحة ، والبهجة ،
والسرور في جوار ربّ الأرباب : كيف يخفى؟.
ثم طعامهم وشرابهم
: التسبيح ، والتقديس ، والتهليل ، والتمجيد ، والتحميد. وأنسهم بذكر الله تعالى
وطاعته ، فمن قائم ، ومن راكع ، ومن ساجد ، ومن قاعد لا يزيد تبديل حالته لما هو
فيه من البهجة واللذة ، ومن خاشع بصره لا يرفع ، ومن ناظر لا يغم ، ومن ساكن لا
يتحرك ، ومن متحرك لا يسكن ، ومن كروبي في عالم القبض ، ومن روحاني في عالم البسط : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ
وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ) .
٢ ـ مناظرات بين الصابئة ، والحنفاء
وقد جرت مناظرات
ومحاورات بين الصابئة والحنفاء في المفاضلة بين الروحاني المحض ، وبين البشرية
النبوية.
ونحن أردنا أن
نوردها على شكل سؤال وجواب ، وفيها فوائد لا تحصى :
قالت الصابئة :
الروحانيات أبدعت
إبداعا لا من شيء. لا مادة ، ولا هيولى. وهي كلها جوهر واحد على سنخ واحد. وجواهرها أنوار محضة لا ظلام فيها ، وهي من شدة
ضيائها لا يدركها الحس ، ولا ينالها البصر ، ومن غاية لطافتها يحار فيها العقل ،
ولا يجول فيها الخيال.
ونوع الإنسان مركب
من العناصر الأربعة ، مؤلف من مادة ، وصورة ، والعناصر
__________________