كان اللفظُ قد وافقَ اللفظَ إن شاء الله تعالى وقوله " العَزِيزُ " أي الممتنع الذي لا يغلبه شيء و" الجَبَّارُ " تأويله الذي جَبَر الخلقَ على ما أراد من أمره وقيل الجَبَّارُ العظيمُ الشانِ في الملك والسُّلطْانِ ولا يستحق أن يُوصفَ به على هذا الاطلاقِ إلا الله تعالى فإن وُصِفَ به العبدُ فإنما هو على وضع نفسه في غير موضعها وهو ذَمُّ على هذا المعنى " المُتَكَبِّرُ " الذي تَكَبَّرَ عن ظلم عباده وقيل المُتَكَبِّرُ الذي تَكَبَّر عن كل سوءٍ عن قتادةَ والمُتَكَبِّرُ المستحق لصفات التعظيم السَّلامُ اسم من أسماء الله تعالى وقيل السَّلاَمُ الذي سَلِمَ الخلقُ من ظُلْمه و" القَدِيرُ " القادرُ على كل شيء من القَدْرِ والقَدَرِ وهو القضاءُ والجمعُ أقدارٌ وقَدَرَ على خلقه الأمْرَ يَقْدِرهُ ويَقْدُره قَدْراً وقَدَراً وقَدَّرَه له وعليه وقَدَرَ لهَ الرَّزْقَ والقَدَرِيَّةُ قوم يَجْعَدُونَ القَدرَ و" مِلَك يَوْم الدِّينِ " قال أبو علي هو من المُلْكِ ومالك من المِلْكِ وقيل أصلهُ في الاشتقاق من الشَّدِّ والرَّبْطِ وقيل من القُدْرِة والأوّل قولُ ابنِ السَّرَّاج والثاني قول أبي بكر أحمد ابن علي والتصريفُ يَطَّرِدُ في كلا الأصَلْينِ فمنه الأمْلاكُ ومَلَكْتُ بُضْعَ المرأةِ ومنه قولهُم مَلَكْتُ العجينَ إذا شَدَدْتَهُ وقَوَّيته ومنه قوله :
مَلَكْتُ بها كَفِّي فأنْهَرْتُ فَتْقَها * يَرَى قائمٌ مِنْ دُوِنها ما وَراءهَا
فإن قال قائل لم قطعتَ على أنه من القُدْرة وهو يطرد في كلا الأصلين فالجواب أن هذا معنى قد اشْتُقَّ لله عز وجل منه صفاتٌ فالوَجْهُ أخَذْهُ من أشرفِ المعنيين إذا اطَّرَدَ على الأصَلْيَن وهو القدرة دون المعنى الآخر واختلفوا في أَيِّ الصفتين أَمَدْحُ فقال قومٌ مَلِكٌ أَمْدَحُ لأنه لا يكون إلا مع التعظيم والاحْتواءِ على الجمع الكثير وقد يملك الشيءَ الصغير والجُزْءَ الحقير وقال قوم مالِكٌ أمدحُ لأنه يجمع الاسم والفعلَ كأنهم يذهبون إلى أنه لا يكون مالكاً لشيء لا يملكه كقولك مَلِكُ العرب ومَلِكُ الرَّوم وقد تقول مالك المال ولا تقول مَلِكُ المال قال وصفةُ مِلَكِ عندي أمدحُ لأنها متضمنة للمدح والتعظيم من غير إضافة وليس كذلك مالك ولأنها متضمنة معنى الفعل أيضاً إذا كان لا يكون مَلِكاً إلا من قد مَلَك أشياء كثيرةً وحَوَى مع ذلك أمورا عظيمة وكلا القراءتين مُنْزَلٌ والدليل على ذلك أن التَّواخُذُ جاء بهما مَجيئا واحدا فلو ساغَ جَحْدُ نُزول