وكان متعصّبا يقع في الشّافعيّ (١).
١٨٠ ـ محمد بن هبة الله بن محمد بن الحسين (٢).
الإمام أبو سهل ابن جمال الإسلام أبي محمد الموفّق ابن القاضي العلّامة أبي عمر البسطاميّ ثمّ النّيسابوريّ.
ذكره عبد الغافر فقال (٣) : سلالة الإمامة ، وقرّة عين أصحاب الحديث (٤) ، انتهت إليه زعامة الشّافعيّة بعد أبيه ، فأجراها أحسن مجرى. ووقعت في أيّامه وقائع ومحن للأصحاب. وكان يقيم رسم التّدريس (٥). لكنّه كان رئيسا ، ديّنا ، ذكيا ، صيّنا ، قليل الكلام.
ولد سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.
وسمع من مشايخ وقته بخراسان ، والعراق ، مثل النّصرويّي ، وأبي حسّان المزكّي ، وأبي حفص بن سرور.
وكان بيتهم مجمع العلماء وملتقى الأئمّة ، فتوفّي أبوه سنة أربعين ، فاحتفّ به الأصحاب ، وراعوا فيه حقّ والده ، وقدّموه للرئاسة. وقام أبو القاسم القشيريّ
__________________
= كمّه ، وضربوه بالسيف ، وأخذوا رأسه وتركوا جثّته ، فأخذتها أخته ، فحملتها إلى كندر بلده ، وكان عمره نيّفا وأربعين سنة» (المنتظم ٨ / ٢٣٨ ، ٢٣٩ / ١٦ / ٩٢ ، ٩٣).
وقال ابن السمعاني : «قتل بمروالروذ في حدود سنة ستين وأربعمائة». (الأنساب ١٠ / ٤٨٣) بينما جزم غيره بأنه قتل يوم الأحد السادس عشر من ذي الحجة سنة ست وخمسين وأربعمائة. (زبدة التواريخ ٧٠ ، وفيات الأعيان ٥ / ١٤٢).
وأقول إن قتله في شهر ذي الحجة من سنة ٤٥٦ ه ، يتعارض مع قول المؤلّف الذهبي رحمهالله قبل قليل من أنه توجّه إلى مروالرّوذ مع زوجته وبنته في شهر صفر سنة ٤٥٧ ه! مع أنه ينصّ على قتله سنة ٤٥٦ ه. في (سير أعلام النبلاء ١٨ / ١١٤).
(١) ويبالغ في الانتصار لمذهب أبي حنيفة. (السير ١٨ / ١١٤).
(٢) انظر عن (محمد بن هبة الله) في :
المنتخب من السياق ٧١ ، ٧٢ رقم ١٥٤ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ١٤٢ ، ١٤٣ رقم ٧٧ ، وطبقات الشافعية الكبرى للسبكي ٣ / ٣٩٠ ـ ٣٩٢ و ٤ / ٢٠٨ ـ ٢١٠ ، وطبقات الشافعية للإسنويّ ١ / ٢٢٦.
(٣) في المنتخب ٧١.
(٤) زاد بعدها : «وصاحب الدولة في رياسة الأصحاب».
(٥) حتى هنا تنتهي عبارة عبد الغافر في (المنتخب ٧١).