إن كان بالنّاس ضيق عن (١) منافستي (٢) |
|
فالموت قد وسّع الدّنيا على النّاس |
مضيت والشّامت المغبون (٣) يتبعني |
|
كلّ بكأس (٤) المنايا شارب حاسي (٥) |
وقيل : إنّه قال للتّركيّ الّذي جاء لكي يقتله : قل للسّلطان ألب أرسلان : ما أسعدني بدولة آل سلجوق. أعطاني طغرلبك الدّنيا ، وأعطاني ألب أرسلان الآخرة (٦).
وكانت وزارته ثمان سنين وثمانية أشهر. وزر لألب أرسلان شهرين وعزله. فتوجّه إلى مروالرّوذ في صفر سنة سبع وخمسين ، ومعه زوجته وبنته ، أولدها قبل أن يخصى. وأخذ ألب أرسلان ضياعه جميعها والاته وغلمانه ، وكانوا ثلاثمائة مملوك. ثمّ كتب له بمائتي دينار في الشّهر ، وتركه قليلا ، ثمّ أرسل إليه من قتله صبرا ، وحمل إليه رأسه ، وله نيّف وأربعون سنة.
قلت : ويقال إنّ غلامين دخلا عليه ليقتلاه ، فأذنا له ، فودّع أهله ، وصلّى ركعتين ، فأرادا خنقه فقال : لست بلصّ. وشرط خرقة من كمّه وعصب عينيه ، فضربوا عنقه (٧).
__________________
(١) في زبدة التواريخ : «من».
(٢) في الكامل في التاريخ : «مناقشتي».
(٣) في زبدة التواريخ : «المقبور» ، وفي النجوم الزاهرة : «المغرور».
(٤) في الزبدة ، والكامل : «لكأس».
(٥) البيتان في : زبدة التواريخ ٦٩ ، والكامل في التاريخ ١٠ / ٣٢ ، وسير أعلام النبلاء ١٨ / ١١٤ ، والنجوم الزاهرة ٥ / ٧٦ ، وفيه جاء الشطر الأخير :
«إنّ المنيّة كاس كلّنا حاسي».
(٦) وقيل إنه قال له : قل للوزير نظام الملك : بئس ما فعلت ، علّمت الأتراك قتل الوزراء أصحاب الديوان ، ومن حفر مهواة وقع فيها ، ومن سنّ سنّة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة. (زبدة التواريخ ٧٠ ، راحة الصدور للراوندي ١٨٧ ، وفيات الأعيان ٥ / ١٤٢).
(٧) قال ابن الجوزي : إن ألب أرسلان بعث غلمانا لقتله ، «فدخلوا عليه ، فقال له أحدهم : قم فصلّ ركعتين وتب إلى الله تعالى. فقال : أدخل أودّع أهلي ثم أخرج. فقالوا : افعل. فنهض ، فدخل إلى زوجته ، وارتفع الصياح وعلق الجواري به نشرن شعورهن ، وحثون التراب على رءوسهنّ ، فدخل الغلام فقال : قم ، قال : خذ بيدي فقد منعني هؤلاء الجواري من الخروج. فخرج إلى مسجد هناك ، فصلّى فيه ركعتين ، ثم مشى حافيا إلى وراء المسجد ، فجلس وخلع فرجية سمّورا عليه فأعطاهم إياها ، وخرّق قميصه وسراويله حتى لا يؤخذا ، فجاءوا بشاروقة فقال : لست بعيّار ولا لص فأخنق ، والسيف أروح لي. فشدّوا عينيه بخرقة خرّقها هو من طرف =