حسن الخلق ، صحيح المذهب ، اختلفت إليه وعلّقت عنه الفقه سنين.
من «المرآة» (١) : قيل إنّ أبا الطّيّب دفع خفّه إلى من يصلحه ، فكان يأتي يتقاضاه ، فإذا رآه غمس الخفّ في الماء وقال : السّاعة أصلحه فلمّا طال على أبي الطّيّب ذلك قال : إنّما دفعته إليك لتصلحه ، لم أدفعه لتعلّمه السّباحة (٢) قال الخطيب (٣) : سمعت أبا بكر محمد بن أحمد المؤدّب : سمعت أبا محمد البافي يقول : أبو الطّيّب الطّبريّ أفقه من أبي حامد الأسفرائينيّ. وسمعت أبا حامد يقول : أبو الطّيّب أفقه من أبي محمد البافي.
وقال القاضي أبو بكر بن بكران الشّاميّ : قلت للقاضي أبي الطّيّب شيخنا ، وقد عمّر : لقد متّعت بجوار حك أيّها الشّيخ.
فقال : ولم لا ، وما عصيت الله بواحدة منها قطّ؟ أو كما قال.
وقال غير واحد : سمعنا أبا الطّيّب الطّبريّ يقول : رأيت النبيّ صلىاللهعليهوسلم في النّوم فقلت : يا رسول الله أرأيت من روى عنك أنّك قلت : «نضّر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها ...» الحديث (٤). أحقّ هو؟ قال : نعم.
__________________
(١) أي «مرآة الزمان».
(٢) طبقات الفقهاء ١١٤ ، المنتظم ٨ / ١٩٨.
(٣) في تاريخه ٩ / ٣٥٩.
(٤) وتمامه : «وأدّاها ، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه ، وربّ حامل فقه ليس بفقيه». وهو حديث صحيح. أخرجه الشافعيّ في مسندة ١ / ١٤ ، والترمذي (٢٦٥٩) ، وابن ماجة (٢٣٢) والرامهرمزيّ ، ص ١٦٥ ، من حديث ابن مسعود ، وانظر : جامع الأصول لابن الأثير ج ٨ / ١٧ ، ١٨ رقم ٥٨٤٨ ، والترغيب والترهيب للمنذري ١ / ٨٥ رقم ١٥٠.
ومن حديث زيد بن ثابت ، رواه أحمد في المسند ٥ / ١٨٣ ، وأبو داود (٣٦٦٠) ، والترمذي (٢٦٥٨) ، وابن ماجة (٢٣٠) ، والدارميّ ١ / ٧٥ ، والرامهرمزيّ ص ١٦٤ ، ورواه ابن حبّان في صحيحه والبيهقي في سننه الكبرى. انظر : الترغيب والترهيب ١ / ٨٥ ، ٨٦ رقم ١٥١.
ومن حديث جبير بن مطعم ، أخرجه أحمد في المسند ٤ / ٨١ ، وابن ماجة (٢٣١) ، والدارميّ ١ / ٧٤ ، ٧٥ ، ورواه الطبراني في «المعجم الكبير» مختصرا ومطوّلا. انظر : الترغيب والترهيب ١ / ٨٦ ، ٨٧ رقم ١٥٢ و ١٥٣.
ومن حديث أبي الدرداء ، أخرجه الدارميّ ١ / ٧٥ ، ٧٦ ، وأخرجه الرامهرمزيّ من حديث ابن عباس ، وأبي سعيد الخدريّ ـ ص ١٦٥ ، ١٦٦ ، وأخرجه =