شاعرا (١) ، وختم في أسبوع واحد عند القبر مائتا ختمة.
وبه قال السّلفيّ هذا القدر الّذي يمكن إيراده هنا على وجه الاختصار ، مدحا وقدحا ، وتقريظا ، وذمّا.
وفي الجملة فكان من أهل الفضل الوافر ، والأدب الباهر ، والمعرفة بالنّسب ، وأيّام العرب. قرأ القرآن بروايات ، وسمع الحديث بالشّام على ثقات.
وله في التّوحيد وإثبات النّبوّة وما يحضّ على الزّهد ، وإحياء طرق الفتوّة والمروءة شعر كثير ، والمشكل منه فله على زعمه تفسير.
قال القفطيّ (٢) : ذكر أسماء الكتب الّتي صنّفها. قال أبو العلاء : لزمت مسكني منذ سنة أربعمائة واجتهدت أن أتوفّر على تسبيح الله وتحميده ، إلّا أن أضطرّ إلى غير ذلك ، فأمليت أشياء تولّى نسخها الشّيخ أبو الحسن عليّ بن عبد الله بن أبي هاشم ، أحسن الله توفيقه (٣) ألزمني بذلك حقوقا جمّة (٤) ، لأنّه أفنى زمنه (٥) ولم يأخذ عمّا صنع ثمنا (٦). وهي على ضروب مختلفة ، فمنها ما هو في الزّهد والعظات والتّمجيد (٧).
فمن ذلك : كتاب «الفصول والغايات» (٨) وهو موضوع على حروف
__________________
(١) حتى هنا في «المنتظم» ٨ / ١٨٨.
(٢) في إنباه الرواة ١ / ٥٦ وما بعدها. وانظر : معجم الأدباء ٣ / ١٤٥ وما بعدها.
(٣) في «إنباه الرواة» ١ / ٥٦ ، و «معجم الأدباء» ٣ / ١٤٥ : وما بعدها.
(٤) في «الإنباه» و «المعجم» زيادة : «وأيادي بيضاء».
(٥) في «الإنباه» ١ / ٥٦ «أفنى معي زمنه» ، وفي «معجم الأدباء» ٣ / ١٤٦ : «أفنى فيّ زمنه».
(٦) في «الإنباه» و «المعجم» : «ثمنه». وفيهما زيادة بعدها : «والله يحسن له الجزاء ، ويكفيه حوادث الزمان والأرزاء».
(٧) في «الإنباه» و «المعجم» : «وتمجيد الله سبحانه وتعالى من المنظوم والمنثور».
(٨) قال ابن الجوزي : «وقد رأيت للمعرّي كتابا سمّاه «الفصول والغايات» يعارض به السّور والآيات ، هو كلام في نهاية الركّة والبرودة ، فسبحان من أعمى بصره وبصيرته ، وقد ذكره على حروف المعجم في آخر كلماته ..». (المنتظم ٨ / ١٨٥).
وقال ابن العديم الحلبي : إن جلال الملك بن عمّار صاحب طرابلس وقف بدار العلم هذا الكتاب. (الإنصاف والتحرّي (مخطوط) ص ٥٠ ، دار العلم بطرابلس ـ تأليفنا ـ ص ٥٢).