وإنكار الرّسل ، وتحريم الحيوانات وإيذائها ، حتّى الحيّات والعقارب.
وفي شعره ما يدلّ على غير هذا المذهب ، وإن كان لا يستقرّ به قرار ولا يبقى على قانون واحد ، بل يجري مع القافية إذا حصلت كما تجيء ، لا كما يجب. فأنشدني أبو المكارم الأسديّ رئيس أبهر قال : أنشدنا أبو العلاء لنفسه :
أقرّوا بالإله وأثبتوه |
|
وقالوا : لا نبيّ ولا كتاب |
ووطء بناتنا حلّ مباح |
|
رويدكم فقد بطل (١) العتاب |
تمادوا في الضّلال فلم (٢) يتوبوا |
|
ولو سمعوا صليل السّيف تابوا (٣) |
وبه قال : وأنشدني أبو تمّام غالب بن عيسى الأنصاري بمكّة : أنشدنا أبو العلاء المعرّيّ لنفسه :
أتتني من الأيّام ستّون حجّة |
|
وما أمسكت كفّاي بثني عنان |
ولا كان لي دار ولا ربع منزل |
|
وما مسّني من ذاك روع جنان |
تذكّرت أنّي هالك وابن هالك |
|
فهانت عليّ الأرض والثّقلان (٤) |
إلى أن قال السّلفيّ : وممّا يدلّ على صحّة عقيدته ما سمعت الخطيب حامد بن بختيار النّميريّ بالسّمسمانيّة ـ مدينة بالخابور ـ قال : سمعت القاضي أبا المهذّب عبد المنعم بن أحمد السّروجيّ : سمعت أخي القاضي أبا الفتح يقول : دخلت على أبي العلاء التّنوخيّ بالمعرّة ذات يوم في وقت خلوة بغير علم منه ، وكنت أتردّد إليه وأقرأ عليه ، فسمعته وهو ينشد من قيله :
كم غودرت (٥) غادة كعاب |
|
وعمّرت أمها العجوز |
__________________
= استخدمت كلمة برهمة وبراهمة مقابلة لكلمة هندوكية وهندوس. (القاموس الإسلامي ١ / ٢٩٥) وانظر : معجم الأدباء ٣ / ١٢٥.
(١) في «سير أعلام النبلاء» : «فقد طال» ، والمثبت يتفق مع «اللزوم».
(٢) «اللزوم» : «تمادوا في العتاب ولم».
(٣) اللزوم ١ / ٩٩ ، سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٢.
(٤) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٢.
(٥) في «تعريف القدماء» : «كم بودرت».