وأيّ مجانسة بينه وبينها في الفضائل القرآنية والحقائق العقلية الملكوتية وقد كان عليهالسلام بين الصحابة المعقول بين المحسوس ، وعدل النبيّ إلّا درجة النبوة ، وما سبقه الأوّلون الّا بفضل النبوّة ولا يدركه الآخرون. واين الذرة من المجرّة ، والحصباء من الشعرى ، ونار الحباحب من نور البيضاء حتى يتفوّه بذلك التفضيل؟! أرأيت هل تجوّز التفوّه بتفضيل رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ على ابي بكر بأن تقول كان هو افضل من ابي بكر كما تجوّز القول بانه عليهالسلام افضل الأنبياء والمرسلين. وانّما منزلة الذي كان عدله الّا بفضل النبوة ، هي هكذا بلا دغدغة ولا مراء. فشرط المناسبة في المقايسة يوجب مقايسته عليهالسلام مع سائر الأنبياء وقاطبة الأوصياء والاولياء الكاملين لا مع آحاد الرعية وغاغة الناس. ألا ترى ان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما واخى بين الصحابة وقرن كل شخص الى مماثله في الشرف والفضيلة واخاه عليهالسلام من دون الصحابة. وانه صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من احب أن ينظر الى آدم في علمه ، والى نوح في تقواه ، والى ابراهيم فى حلمه ، والى موسى في هيبته ، والى عيسى في عبادته فلينظر الى علي بن ابي طالب رواه البيهقي عن النبي صلىاللهعليهوآله فالوصي عليهالسلام كان مساويا للأنبياء المتقدمين.
قوله : وشيبة بن ربيعة. ٣٨٢ / ٦
ولكن الرواية جاءت في السيرة لابن كثير هكذا ... فحمى عند ذلك عتبة بن ربيعة ، واراد أن يظهر شجاعته ، فبرز بين اخيه شيبة وابنه الوليد ، فلمّا توسطوا بين الصفّين دعوا الى البراز ـ الى أن قال : ـ فقال النبي (ص) : «قم يا عبيدة ، بن الحارث ، وقم يا حمزة ، وقم يا علي» ـ الى قوله : ـ فبارز عبيدة ـ وكان أسنّ القوم ـ عتبة ، وبارز حمزة شيبة ، وبارز عليّ الوليد بن عتبة ، فاما حمزة فلم يمهل شيبة أن قتله ، وأما عليّ فلم يمهل الوليد أن قتله ، واختلف عبيدة وعتبة بينهما بضربتين ، كلاهما أثبت صاحبه ، وكرّ حمزة وعلي بأسيافهما على عتبة فدفّفا عليه ، واحتملا صاحبهما فحازاه الى اصحابهما. (ج ٢ ص ٤١٣ ط مصر).
والغرض من النقل أن قاتل شيبة بن ربيعة كان حمزة عليهالسلام لا امير المؤمنين علي عليهالسلام فانه كان قاتل ابن اخيه الوليد بن عتبة.
قوله : حتى قتل نصف المشركين المقتولين. ٣٨٢ / ٨
كما في (ص) وحدها وهو الصواب والنسخ الاخرى عارية عن الوصف اعني المقتولين.