جميع الجهات الى محدّب محدّد الجهات وبعده لا خلاء ولا ملاء فدون اثباته خرط القتاد. والادلّة التي ذكروها كلّها مدخولة. وتلك الادلة هي البرهان السلمي ، والترسي ، وبرهان التطبيق ، والبرهان الذي اقامه السيد السمرقندي ، والبرهان اللام الفي ، والذي اقامه صاحب التلويحات ، وبرهان التخليص ، وبرهان المسامتة. وقد حرّرتها وبيّنت وجوه عدم تماميّتها في المدعى في كتابنا الموسوم بالف نكتة ونكتة فاطلبها من النكتة الثالثة والثمانين والستمائة منه.
قوله : بالتناهي. ١٦٨ / ٢
صلة لقوله اتصاف الخط ، وهو بيان به في قول الماتن.
قوله : وقيل أن النظام الخ. ١٦٩ / ١٣
اقول ذهب النظام الى أن الأجسام متجددة آنا فآنا كالأعراض كما في شرح المواقف (ص ٤٤٧ ط قسطنطنية). فقد تفوه النظام بالقول الحق أعني القول بحركة الجوهر لأن الأعراض هي المرتبة النازلة للجوهر فاذا كانت متجددة آنا فآنا كانت موضوعاتها متجدّدة أيضا وهذه حجّة من حجج اثبات الحركة في الجوهر كما قال الحكيم السبزواري في الحكمة المنظومة.
وجوهرية لدينا واقعة |
|
إذ كانت الأعراض كلّا تابعة |
فالأجسام ليست بباقية بالبرهان فهي متجدّدة آنا فآنا فلا بدّلها من جامع حافظ يجمع أجزاءها ويحفظ صورها على الاتصال والدوام كما يقوله القائل بتجدد الأمثال أيضا وذلك الجامع الحافظ ليس إلّا اصلا مفارقا ولولاه لاضمحلّت الأجسام وتفرّقت الصور والهيئات لاقتضاء الحركة ذلك. وادعاء الضرورة في بقائها ليس إلّا من شهادة الحس باستمرار الأجسام ولا يصلح الحس وشهادته بالبقاء للتعويل عليه والوثوق به.
وقال الآمدي كما في شرح المواقف : نحن نعلم بالضرورة العقلية ما ان شاهدناه بالأمس من الجبال الراسيات والارضين والسماوات هو عين ما نشاهده اليوم ، وكذا نعلم بالاضطرار ان من فاتحناه بالكلام هو عين من ختمناه معه ، وان اولادنا ورفقاءنا الآن هم الذين كانوا معنا من قبل. انتهى.
واقول : التعبير بالضرورة العقلية محض ادعاء والحق أن يقال نحن نعلم بالضرورة الحسية.