ما يشاء ويختار ما
كان لهم الخيرة) فقد ذكر المفسرون من العامة إن هذه الآية نزلت في الرد على من قال
لم لم يرسل غير هذا الرسول وحينئذ فهي دالة على أن صاحب الاختيار لا سيما في امور
الدين هو الله الواحد القهار ولاختلاف آراء الناس في الاختيار فينجر إلى الفساد
والاختلاف كما وقع في سقيفة بني ساعدة حيث قالوا منا امير ومنكم امير ولقصة موسى
ولأن ذلك لطف من الله بعباده. وهو واجب على الله تعالى كما تقدم.
لمعرفة تلك الواسطة نبيا كان أو إماما طرق
أحدها المعجزة الخارقة للعادة كما قال تعالى (وإن كنتم في ريب
مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله) فإن الخلق إذا عجزوا عن الاتيان بمثله
جزموا بأنه من الله فيصدقون.
الثاني نص السابق على اللاحق كما نص موسى وعيسى على خاتم الأنبياء فبشرهم
برسول يأتي من بعده اسمه أحمد وذكر لهم أوصافه وإذا كانت نبوته عند امته ثابتة
بالمعاجز وجب تصديقه في كلما أخبر به وكما أخبر نبينا الصادق بامامة الأئمة الاثنا
عشر ونص عليهم نصا متواترا قد ذكره المخالف والمؤالف.
يجب أن يكون الواسطة أفضل أهل زمانه
يجب أن يكون ذلك
الواسطة أفضل أهل زمانه عالما بجميع العلوم التي تحتاج رعيته إليها لاستحالة
الترجيح بلا مرجح وقبح تقديم المفضول على الفاضل عقلا ونقلا آية ورواية ولقوله
تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي
إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى
فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) ولقوله تعالى (هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) وقوله تعالى (أَفَنَجْعَلُ
الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ) ولأن الملائكة لما سألوا عن ترجيح آدم عليهم أجيبوا
بالأعلمية كما قال تعالى (وَعَلَّمَ آدَمَ
الْأَسْماءَ كُلَّها ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلائِكَةِ فَقالَ أَنْبِئُونِي
بِأَسْماءِ هؤُلاءِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) الآية وقال تعالى في سبب ترجيح طالوت لما قالوا أنى يكون
له الملك علينا ونحن