من جملة عيالاته حتى قالت واحدة : والله ما عشت بين ابوي كما عشت في كنف ذلك الشريف.
وحكى عن ربيع الأبرار للزمخشري أنه وجه يزيد بن معاوية قائده مسلم بن عقبة لاستباحة المدينة المنورة ، ضم علي بن الحسين (ع) إلى نفسه أربعمائة مرأة ضعيفة يعولهن إلى انقضاء جيش مسلم ، فقالت امرأة منهن : ما عشت والله بين ابوي بمثل ما عشت في كنف ذلك الشريف.
وعن الإمام الباقر (ع) قال : لما حضرت ابي علي بن الحسين (ع) الوفاة ضمني إلى صدره وقال : يا بني اوصيك بما أوصاني ابى حين حضرته الوفاة وبما ذكر أن أباه أوصاه به : قال : يا بني إياك وظلم من لا يجد عليك ناصرا إلا الله.
وسئل الامام علي بن الحسين (ع) عن العصبية؟ فقال : العصبية التي يأثم عليها صاحبها أن يرى الرجل شرار قومه خيرا من خيار قوم آخرين ، وليس من العصبية أن يحب الرجل قومه ، ولكن من العصبية أن يعين قومه على الظلم.
(الصحيفة السجادية):
الصحيفة السجادية التي تجمع ادعيته وابتهالاته لهي ألواح خالدة من البلاغة والحكمة والفلسفة ومعرفة الله ، يقول في حمد الله وتمجيده :
الحمد لله الأول بلا اوّل كان قبله ، والآخر بلا آخر يكون بعده ، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين ، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين ، ابتدع بقدرته الخلق ابتداعا ، واخترعهم على مشيئته اختراعا ، ثم سلك بهم طريق ارادته وبعثهم في سبيل محبته ، لا يملكون تأخيرا عما قدمهم إليه ، ولا يستطيعون تقدما إلى ما أخرهم عنه ، وجعل لكل روح منهم قوتا معلوما مقسوما من رزقه لا ينقص من زاده ناقص ولا يزيد من نقص منهم زائد ، ثم ضرب له في الحياة أجلا موقوتا ، ونصب له امدا محدودا ، يتخطأ إليه بأيام عمره ، ويرهقه بأعوام دهره ، حتى اذا بلغ اقصى اثره واستوعب حساب عمره قبضه الى ما ندبه إليه