مع تصريح القرآن بامكان مثله كما في قضية يونس كما ذكرناها ، ووقوعه بالنسبة الى نوح عليهالسلام في قوله تعالى (فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عاماً) وبالنسبة الى المسيح (ع) في قوله تعالى (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ) وقد أخبر أيضا بحياة ابليس وأنه من المنظرين الى يوم الوقت المعلوم ، ولم ينكر ذلك احد من المسلمين ولم يستبعده.
وروى مسلم في صحيحه في القسم الثاني من الجزء الثاني في باب ذكر ابن صياد ، والترمذي في سننه في الجزء الثاني ، وابو داود في صحيحه في باب خبر ابن صائد من كتاب الملاحم ، وروايات متعددة في ابن صياد وابن صائد وأن النبي (ص) احتمل أن يكون هو الدجال الذي يخرج في آخر الزمان ، روى ابن ماجة في صحيحه في الجزء الثاني في ابواب الفتن في باب فتنة الدجال وخروج عيسى ، وابو داود في الجزء الثاني من سننه من كتاب الملاحم في باب خبر الجساسة ، ومسلم في صحيحه في باب خروج الدجال ومكثه في الأرض حديث تميم الداري ، وهو صريح في أن الدجال كان حيا في عصر النبي (ع) وأنه يخرج في آخر الزمان ، فان كان القول بطول عمر شخص من الجهل فلم لم ينسب هؤلاء أحد الى الجهل مع اخراجهم هذه الأحاديث في كتبهم وصحاحهم ، وكيف ينسب الجهل الى من يعتقد طول عمر المهدي عليهالسلام مع تجويز النبي (ص) مثله في عدو الله الدجال.
والحاصل ان بعد وقوع طول العمر لا موقع للتعجب منه فضلا عن الاستبعاد والقول باستحالته.
وقال العلامة السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص ٣٧٧ : وعامة الامامية على أن الخلف الحجة موجود وأنه حي يرزق ، ويحتجون على حياته بأدلة منها إن جماعة طالت اعمارهم كالخضر وإلياس ، فانه لا