ابن عبد المطلب خاصة بطاعته وطاعة رسول الله (ص) وأن لا اسفك دما حراما ولا أبيح فرجا ولا مالا إلا ما سفكته حدود الله واباحته فرائضه ، وأن اتخير الكفاة جهدي وطاقتي ، وجعلت بذلك على نفسي عهدا مؤكدا يسألني الله عنه فانه عزوجل يقول (أَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً) ، وإن أحدثت او غيرت او بدلت كنت للغير مستحقا وللنكال متعرضا ، وأعوذ بالله من سخطه وإليه ارغب في التوفيق لطاعته والحئول بيني وبين معصيته في عافية لي وللمسلمين ، والجامعة والجفر يدلان على ذلك (وفي بعض النسخ يدلان على خلاف ذلك) وما ادرى ما يفعل بي ولا بكم إن الحكم إلا لله يقضي بالحق وهو خير الفاصلين ، لكني امتثلت أمر امير المؤمنين المأمون وآثرت رضاه ، والله يعصمني واياه ، وأشهدت الله على نفسي بذلك وكفى بالله شهيدا ، وكتبت بخطي بحضرة امير المؤمنين أطال الله بقاءه والفضل بن سهل وسهل بن الفضل ويحيى بن اكثم وعبد الله بن طاهر وثمامة بن أشرس وبشر بن المعتمر وحماد بن النعمان في شهر رمضان سنة احدى ومائتين.
(من اقواله وحكمه سلام الله عليه): ـ
لم يخنك الأمين ولكن ائتمنت الخائن.
الصمت باب من ابواب الحكمة.
صديق كل امرئ عقله وعدوه جهله.
وسئل عن العجب الذي يفسد العمل؟ فقال : العجب درجات : منها أن يزين للعبد سوء عمله فيراه حسنا فيعجب ويحسب أنه يحسن صنعا ، ومنها أن يؤمن العبد بربه فيتمنى على الله ولله المنة عليه :
يأتى على الناس زمان تكون العافية فيه عشرة اجزاء تسعة منها في اعتزال الناس وواحد في الصمت.