الأئمة الاثني عشر
على مذهب الامامية ، وكان من سادات أهل البيت ، ولقب بالصادق لصدقه في مقالته ،
وفضله أشهر من أن يذكر ، وله كلام في صفة الكيمياء والزجر ، وكان تلميذه ابو موسى
الزاجر جابر ابن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن
رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة.
وقال القرماني في
ص ١١٢ (الفصل الخامس) في ذكر عالم الحقائق والدقائق الامام جعفر الصادق رضي الله
عنه ، وكان من بين اخوته خليفة أبيه ووصيه ، نقل عنه العلوم ما لم ينقل عن غيره ،
وكان رأسا في الحديث ، وروى عنه يحيى بن سعيد وابن جريح ومالك بن أنس والثوري وابن
عيينة وابو حنيفة وشعبة وابو أيوب السجستاني وغيرهم ، وقد نقل إن كتاب الجفر الذي
بالمغرب يتوارثه بنو عبد المؤمن.
ونقل ابن شهرآشوب
عن مسند أبي حنيفة : إن حسن بن زياد قال : سمعت أبا حنيفة وقد سئل من افقه الناس
ممن رأيت؟ قال : جعفر ابن محمد الصادق لما طلبه المنصور من المدينة أرسل الي وقال
: قد فتن الناس بجعفر بن محمد فتأهب أن تسأله اشكل مسائلك ، فأحضرت له اربعين
مسألة ، فأحضرني المنصور وكان في الحيرة فقصدته ورأيت جعفر جالسا عن يمينه ، فلما
وقع نظري عليه هبته هيبة لم أهب مثلها المنصور مع شدة بطشه ، فسلمت عليه فأشار الي
بالجلوس ، فتوجه الى الصادق وقال : يا أبا عبد الله إن هذا أبو حنيفة. فقال :
أعرفه. ثم توجه إليّ المنصور وقال : سل أبا عبد الله عن مسائلك ، فما زلت اسأله
فيجيب ويقول : أنتم تقولون كذا وأهل المدينة يقولون (يعني به نفسه الشريف) كذا ،
وكانت فتواه تارة موافقة لنا وأخرى موافقة لأهل المدينة وربما خالف الجميع في بعض
فتواه ، فلم يخل بواحدة منها ، إذا فأعلم الناس