ومن كلامه أيضا قوله في توديع أبي ذر وقد أخرجه عثمان من المدينة بعد أن أخرجه معاوية من الشام : يا عماه إن الله قادر أن يغير ما قد ترى ، والله كل يوم في شأن ، وقد منعك القوم دنياهم ومنعتهم دينك وما أغناك عما منعوك وأحوجهم إلى ما منعتهم ، فاسأل الله الصبر والنصر واستعذ به من الجشع والجزع فان الصبر من الدين والكرم وان الجشع لا يقدم رزقا والجزع لا يؤخر أجلا. وكان عمره هنا كما جاء في ابو الشهداء ثلاثين سنة.
فيقول السيد جواد شبر في الموسوعة ناقلا عن العقاد : فكأنما أودع هذه الكلمات شعار حياته كاملة منذ ادرك الدنيا الى أن فارقها في مصرع كربلاء.
ورويت الغرائب في اختبار حذفه بالفقه واللغة ، كما رويت امثال هذه الغرائب في امتحان قدرة أبيه عليهماالسلام ، ولخبرته بالكلام وشهرته بالفصاحة كان الشعراء يرتادونه وبهم من الطمع في اصغائه اكبر من طمعهم في اعطائه.
ومن اقواله (ع) : صاحب الحاجة لم يكرم وجهه عن سؤلك فأكرم وجهك عن رده ، إن أجود الناس من أعطى من لا يرجو ، وإن أعفى الناس من عفا عن قدرة ، وإن أوصل الناس من وصل من قطعه.
الحلم زينة ، والوفاء مروءة ، والصلة نعمة ، والاستكبار صلف ، والعجلة سفه ، والسفه ضعف ، والغلو ورطة ، ومجالسة أهل الدناءة شر ، ومجالسة أهل الفسق ريبة.
سئل الحسين بن علي (ع) كيف أصبحت يا ابن رسول الله؟ قال : أصبحت ولي رب فوقي والنار أمامي والموت يطلبني والحساب محدق بي وأنا مرتهن بعملي ولا أجد ما أحب ولا أدفع ما اكره والأمور بيد غيري فان شاء عذبنى وان شاء عفا عني ، فأي فقير أفقر مني؟ :
(ثورة الحسين عليهالسلام):
لما مات معاوية بن ابي سفيان ـ وذلك في النصف من رجب سنة ستين من