هدايا كثيرة ، فبعث هو إلى الطائع تقادم من جملتها خمسون ألف دينار وألف ألف درهم ، وبغال ، ومسك ، وعنبر (١).
* * *
وفيها زادت (٢) دجلة ببغداد حتى بلغت إحدى وعشرين ذراعا ، وكادت بغداد تغرق ، وغرقت أماكن.
* * *
وفي ذي القعدة زلزلت سيراف ، وسقطت الشّرف ، وهلك أكثر من مائتي إنسان تحتها (٣).
* * *
وفيها تمّت عدّة مصافّات بين هفتكين وبين العبيديين ، قتل فيها خلق كثير ، وطار صيت هفتكين بالشجاعة والإقدام ، ولم يكن معه عسكر كثير.
ثم سار إليه الحسن بن أحمد القرمطيّ وعاضده ، وتحالفا ، وأعانهما أحداث دمشق ، وقصدوا جوهرا ، فتقهقر إلى الرملة وتحصّن بها ، ثم تحوّل إلى عسقلان وحاصروه حتى أكل عسكره الجيف ، ثم خرج بهم جوهر بذمام أعطاه هفتكين ، ومضوا إلى مصر ، فتأهّب العزيز وسار بجيوشه ، فالتقاه هفتكين بالرملة ، فقال العزيز لجوهر : أرني هفتكين ، فأراه إيّاه وهو يجول بين الصّفّين على فرس أدهم وعليه كذاغند (٤) أصفر ، يطعن بالرمح تارة ويضرب باللّتّ ، فبعث العزيز إليه رسولا يقول : يا هفتكين أنا العزيز وقد أزعجتني من سرير ملكي وأخرجتني لمباشرة الحرب بنفسي ، وأنا طالب الصلح معك ،
__________________
(١) عن المنتظم ٧ / ٨٦ و ٨٧ وتاريخ الخلفاء ٤٠٧.
(٢) تكرّرت مرّتين في الأصل.
(٣) الخبران في المنتظم ٧ / ٨٧.
(٤) في الأصل «قراغيد» والتصحيح من (ذيل تاريخ دمشق ١٨). وهو ما يلبسه الفارس على جسمه يتّقي به الطعن.