[حوادث]
سنة سبع وستين وثلاثمائة
فيها جاء الخبر بهلاك أبي يعقوب يوسف بن الجنابي القرمطيّ صاحب هجر ، فأغلقت أسواق الكوفة ثلاثة أيام (١) ، وكان موازرا لعضد الدولة.
وفيها عبر عزّ الدولة إلى الجانب الغربي على جسر عمله ودخل إلى قطربُّل (٢) وتفرّق عنه الديلم ، ودخل أوائل أصحاب عضد الدولة بغداد ، وخرج يتلقّاه ، وضربت له القباب المزيّنة ، ودخل البلد. ثم إنّه خرج لقتال عزّ الدولة ، فالتقوا ، فأخذ عزّ الدولة أسيرا ، وقتله بعد ذلك (٣).
وخلع الطائع على عضد الدولة خلع السلطنة وتوّجه بتاج مجوهر ، وطوّقه ، وسوّره ، وقلّده سيفا ، وعقد له لواءين بيده ، أحدهما مفضّض على رسم الأمراء ، والآخر مذهّب على رسم ولاة العهود ، ولم يعقد هذا اللواء الثاني لغيره قبله ، ولقّبه تاج الملّة ، وكتب له عهد بحضرته وقرئ بحضرته ، ولم تجر العادة بذلك ، إنّما كان يدفع العهد إلى الولاة بحضرة أمير المؤمنين ، فإذا أخذه قال أمير المؤمنين : هذا عهدي إليك فاعمل به ، وبعث إليه الطائع
__________________
(١) تكملة تاريخ الطبري ١ / ٢٣٦ ، المنتظم ٧ / ٨٦ ، النجوم ٤ / ١٢٩.
(٢) قطربُّل : بالضمّ ثم السكون ثم فتح الراء ، وباء موحّدة مشدّدة مضمومة ، ولام ، وقد روي بفتح أوّله وطائه ، وأما الباء فمشدّدة مضمومة في الروايتين ، وهي كلمة أعجمية : اسم قرية بين بغداد وعكبرا. (معجم البلدان ٤ / ٣٧١).
(٣) العبر ٢ / ٣٤٣.