الّذي يفزع إليه ، وعماده الّذي يعتمد عليه ، وأن يتّخذ سنّة رسول الله صلىاللهعليهوسلم منارا يقصده ، ومثالا يتبعه ، وأن يراعي الإجماع ، وأن يقتدي بالأئمّة الراشدين ، وأن يعمل اجتهاده فيما لا يوجد فيه كتاب ولا سنّة ولا إجماع ، وأن يحضر مجلسه من يستظهر بعلمه ورأيه ، وأن يسوّي بين الخصمين إذا تقدّما إليه في لحظه ولفظه ، ويوفّى كلّا منهما (١) من إنصافه وعدله ، حتى يأمن الضعيف من حيفه ، وييأس القوس من ميله ، وآمره أن يشرف على أعوانه وأصحابه ، ومن يعتمد عليه من أمنائه وأسبابه ، إشرافا يمنع من التخطّي إلى السيرة المحظورة ، وتدفع عن الإسفاف (٢) إلى المكاسب المحجورة (٣)».
وذكر من هذا الجنس كلاما طويلا (٤).
* * *
وفيها قلّد أبو محمد عبد الواحد بن الفضل بن عبد الملك الهاشمي نقابة العباسيين ، وعزل أبو تمّام الزينبي (٥).
* * *
وفيها ظهر ما كان المطيع لله يستره من مرضه وتعذّر الحركة عليه وثقل لسانه بالفالج ، فدعاه حاجب عزّ الدولة سبكتكين إلى خلع نفسه وتسليم الأمر إلى ولده الطائع لله ، ففعل ذلك ، وعقد له الأمر في يوم الأربعاء ثالث عشر ذي القعدة ، فكانت مدّة خلافة المطيع تسعا وعشرين سنة وأربعة أشهر وأربعة وعشرين يوما (٦). وأثبت خلعه (٧) على القاضي أبي الحسن بن أمّ شيبان بشهادة
__________________
(١) في الأصل : «كلامهما» والتصويب من (المنتظم ٧ / ٦٥ وتاريخ الخلفاء ٤٠٤).
(٢) في الأصل «الإشفاق» والتصويب من (المنتظم وتاريخ الخلفاء).
(٣) في المنتظم : «المحظورة».
(٤) قارن النص مع المنتظم ٧ / ٦٤ و ٦٥ وتاريخ الخلفاء ٤٠٣ و ٤٠٤.
(٥) انظر : تكملة تاريخ الطبري ١ / ٢١٣ ، المنتظم ٧ / ٦٥ و ٦٦.
(٦) انظر : الفخري ٢٨٩ ، الإنباء في تاريخ الخلفاء ١٧٨ ، تكملة تاريخ الطبري ١ / ٢١٥ ، مختصر تاريخ الدول لابن العبري ١٧٠ ، العبر ٢ / ٣٢٩ ، المنتظم ٧ / ٦٦ ، النجوم الزاهرة ٤ / ١٠٥ ، تاريخ الخلفاء للسيوطي ٤٠٤ ، مختصر التاريخ لابن الكازروني ١٨٩ ، ونهاية الأرب ٢٣ / ٢٠١.
(٧) في الأصل «وآمت حلفه» والتصحيح من تاريخ الخلفاء ٤٠٤.