«هذا ما عهده عبد الله الفضل المطيع لله أمير المؤمنين إلى محمد بن صالح الهاشمي حين دعاه إلى ما يتولّاه من القضاء بين أهل مدينة السلام مدينة المنصور ، والمدينة الشرقية من الجانب الشرقي ، والجانب الغربي ، والكوفة ، وسقي (١) الفرات ، وواسط ، وكرخي (٢) ، وطريق (٣) الفرات ، ودجلة ، وطريق (٣) خراسان ، وحلوان ، وقرميسين ، وديار مضر ، وديار ربيعة ، وديار بكر ، والموصل ، والحرمين ، واليمن ، ودمشق ، وحمص ، وجند قنّسرين ، والعواصم ، ومصر ، والإسكندرية ، وجندي فلسطين ، والأردن ، وأعمال ذلك كلها ، وما يجري من ذلك من الإشراف على من يختاره لنقابة من العباسيين بالكوفة ، وسقي (٤) الفرات ، وأعمال ذلك ، وما قلّده إيّاه من قضاء القضاة ، وتصفّح (٥) حوال الحكام ، والاستشراف على ما يجري عليه أمر الأحكام في سائر النواحي ، والأمصار التي تشتمل عليها المملكة ، وتنتهي إليها الدعوة ، وإقرار من يحمد هديه وطريقته ، والاستبدال بمن يذمّ سمته وسجيّته نظرا [منه للكافة] (٦) ، واحتياطا للخاصة والعامة ، وحنوّا على الملّة والذمّة عن علم بأنّه المقدّم في بيته وشرفه ، المبرّز في عفافه [وظلفه] (٧) ، المزكّي في دينه وأمانته ، الموصوف في ورعه ونزاهته ، المشار إليه بالعلم والحجى ، المجتمع عليه في الحلم والنّهى ، والبعيد من الأدناس ، اللّباس من التّقى (٨) أجمل لباس ، النقيّ الجيب ، المخبور (٩) بصفاء الغيب ، العالم بمصالح الدنيا ، العارف بما يفيد سلامة العقبي ، آمره بتقوى الله فإنّها الجنّة الواقية ، وليجعل كتاب الله في كل ما يعمل فيه رويته ، ويترتّب عليه حكمه وقضيّته ، إمامه
__________________
(١) وفي المنتظم ٧ / ٦٤ «شقي».
(٢) في المنتظم «كوخى».
(٣) في المنتظم «طريقي».
(٤) في المنتظم ٧ / ٦٥ «شقي».
(٥) في المنتظم «تصليح».
(٦) ما بين الحاصرتين إضافة من المنتظم وفي الأصل «لحده بمكانه».
(٧) إضافة من المنتظم.
(٨) في المنتظم «اللابس من النقاء».
(٩) في المنتظم «المحبور» وفي تاريخ الخلفاء للسيوطي ٤٠٣ «المحبوّ».