أحمد بن حامد بن محمد (١) ، وعمر بن محمد ، وطلحة بن محمد بن جعفر الشاهد.
وقال أبو منصور بن عبد العزيز العكبريّ : كان المطيع لله بعد أن خلع يسمّى الشيخ الفاضل (٢).
قلت : وكان هو وابنه مستضعفين مع بني بويه ، ولم يزل أمر الخلفاء في ضعف إلى أن استخلف المقتفي لله فانصلح أمر الخلافة قليلا.
وكان دست الخلافة لبني عبيد الرافضة بمصر أمتن ، وكلمتهم أنفذ ، ومملكتهم تناطح مملكة العبّاسيين في وقتهم ، والحمد لله على انقطاع دعوتهم.
* * *
وفيها بلغ ركب العراق سميراء (٣) فرأوا هلال ذي الحجّة ، وعرفوا أن لا ماء في الطريق بين فيد (٤) إلى مكة إلّا ما لا يكفيهم ، فعدلوا مساكين إلى بطن نخل يطلبون مدينة الرسول صلىاللهعليهوسلم ، فدخلوها يوم الجمعة سادس ذي الحجّة مجهودين ، فعرّفوا (٥) في مسجد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان أميرهم أبو منصور محمد ابن عمر بن يحيى العلويّ ، وقدم الركب الكوفة في أول المحرّم سنة أربع (٦) ، فأقاموا بالكوفة أياما لفساد الطريق ، ثم جمعوا لمن خفرهم (٧).
وأمّا مكة والمدينة فأقيمت الخطبة والدعوة بالبلدين لأبي تميم المعزّ العبيدي ، وقطعت خطبة الطائع لله في هذا العام من الحجاز ومصر والشام
__________________
(١) في الأصل «محمد بن عمر» والتصويب من المنتظم والنجوم.
(٢) المنتظم ٧ / ٦٦ ، تاريخ الخلفاء ٤٠٤.
(٣) سميراء : بفتح أوّله ، وكسر ثانيه ، بالمدّ ، وقيل بالضمّ. منزل بطريق مكة. (معجم البلدان ٣ / ٢٥٥).
(٤) فيد : بالفتح ثم السكون ، ودال مهملة. منزل بطريق مكة. (معجم البلدان ٤ / ٢٨٢).
(٥) عرّفوا : أي وقفوا وقوف عرفة.
(٦) قارن بالكامل لابن الأثير ٨ / ٦٦١ ودول الإسلام ٢ / ٢٣٤.
(٧) انظر الخبر في (المنتظم ٧ / ٧٤) ، وشفاء الغرام ٢ / ٣٥٢.