نأمل من الله أن يرينا قدرته فيك ، فلم يجبه ، وكثر الدّعاء عليه (١). ثم إنّ عزّ الدولة قبض عليه وسلّمه إلى الشريف أبي الحسن محمد بن عمر العلويّ ، فأنفذه إلى الكوفة ، وسقي ذراريح (٢) ، فتقرّحت مثانته ، فهلك في ذي الحجّة من هذه السنة ، لا رحمهالله (٣).
* * *
وفي يوم الجمعة ثامن رمضان دخل المعزّ أبو تميم معدّ بن إسماعيل العبيدي مصر ومعه توابيت آبائه ، وكان قد مهّد له ملك الدّيار المصرية مولاه جوهر ، وبنى له القاهرة ، وأقام بها دارا للإمرة ، ويعرف بالقصرين (٤).
* * *
وفيها أقبل الدّمستق في جيوشه إلى ناحية ميّافارقين ، فالتقاه ولد ناصر الدولة حمدان وهزم الروم ، ولله الحمد ، وأسر الدّمستق الخبيث ، وبقي في السجن حتى هلك (٥).
* * *
وفيها وزر ببغداد أبو طاهر بن بقيّة ، ولقّب بالنّاصح ، وكان سمحا كريما ، له راتب كل يوم من الملح ألف رطل ، وراتبه من الشمع ألف منّ.
وكان عزّ الدولة قد استوزر ذاك المدبر أبا الفضل الشيرازي ، واسمه العبّاس بن الحسن (٦) صهر الوزير المهلّبيّ ، ثم عزله بعد عامين من وزارته
__________________
(١) تكرّر بعد ذلك : «فلم يجبه وأكثر الدعاء عليه».
(٢) يقال : ذرح الطعام ، وذرحه تذريحا : جعل فيه الذرائح ، وهو سمّ. (القاموس المحيط).
(٣) انظر : تكملة تاريخ الطبري ١ / ٢١٢ ، المنتظم ٧ / ٦٠ ، العبر ٢ / ٣٢٦ ، تاريخ الخلفاء ٤٠٢.
(٤) قارن بالمنتظم ٧ / ٦٠ و ٦١ ودول الإسلام ٢ / ٢٢٣ والعبر ٢ / ٣٢٦ والنجوم الزاهرة ٤ / ٦٦ ، والبيان المغرب ١ / ٢٢٨ ، والدرّة المضية ١٤٥ ، وتاريخ الأنطاكي ، واتعاظ الحنفا ١ / ١٣٣ وما بعدها ، وعيون الأخبار ـ السبع السادس ١٨٤ وما بعدها.
(٥) تكملة تاريخ الطبري ١ / ٢١١ ، تجارب الأمم ٢ / ٣١٢.
(٦) في المنتظم ٧ / ٦١ «الحسين» : وكذلك في الكامل لابن الأثير ٨ / ١٢٨.