قوله تعالى : (وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ
إِذا قَضَى اللهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) .
على أنّا قد بيّنا
أنّ الأمّة اتّفقت على فساد إرادة تلك المعاني في المقام إلّا السيّد المطاع ،
والأولى ، والناصر والمحبّ ، وأنّ نصرة النبيّ صلىاللهعليهوآله لأمّته ليست على أعدائهم الدنيويّة ، ضرورة القطع بخلافها
؛ بل على الأبالس وأنفسهم الأمّارة ، وهذا هو معنى الهادي ؛ فيدلّ على أنّ عليّا عليهالسلام هو الهادي بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وهذا معنى إمامته ووجوب طاعته.
وكذا محبّة النبيّ
صلىاللهعليهوآله لأمّته ليست بالمعنى المتعارف ، بل بمعنى حبّه لهدايتهم ،
كما قال تعالى (إِنَّكَ لا تَهْدِي
مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللهَ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ) مع أنّه ظاهر ، ضرورة أنّ حبّ النبيّ صلىاللهعليهوآله لهم كان في الإهداء والإرشاد والنجاة من عذاب الله وسلوك
سبل السّلام ، وهذا معنى الإمامة. ووجوب الطاعة أيضا : أنّ المولى عين السيّد
المطاع والأولى بالتصرّف ، [و] هو الأظهر في المقام حسب القرائن ، ومحاورة العرف
والعادة ، مع أنّ المحبّ والناصر يرجعان إلى السيّد المطاع والأولى كما عرفت. قال
تعالى (أَفَمَنْ يَهْدِي
إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدى
فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) [وقوله تعالى](وَقالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي
هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لا أَنْ هَدانَا اللهُ) وبذلك كلّه ظهر لك فساد ما في المواقف وشرح المقاصد ، وفي الشرح الجديد والقديم للتجريد ، وفي الصواعق من منع
__________________