والذى سكتت عنه جل المراجع يجلوه ياقوت فى كتابه معجم الأُدباء فيقول : كان يؤدب ولد هارون الرشيد ، الذين كانوا فى حجر يزيد بن مزيد الشيبانى.
ويزيد بن مزيد هذا ينتهى نسبه إِلى ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب ابن على بن بكر بن وائل.
ومن قبل يزيد هذا كان لبنى عمومته من ذهل شأْن بالكوفة مع الأَيام الأُولى من حياة أَبى عمرو ، إذ دخل الكوفة منهم الضحاك بن قبس بن الحصين بن عبد الله ابن ثعلبة بن زيد مناة بن أَبى عمرو بن عوف بن ربيعة بن محلم بن ذهل بن شيبان ، فى نحو سنة ١٢٧ ه وملكها ، وكان عندها أَبو عمرو صبيا ، كما ستعرف هذا بعد قليل ، فلقد كان مولده على رأْس المائة الأُولى يزيد شيئا أَو ينقص شيئا ، وكان الضحاك هذا على مذهب الصفرى ، وبايعه بالخلافة وسلم عليه بها جماعة من قريش ، منهم عبد الله ، ابن أَمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز.
ونحن نعلم أَن الرشيد ولى الخلافة فيما بين سنتى ١٧٠ ه ، وسنة ١٩٣ ه ، وأَن مولده كان سنة ١٤٩ ه ، ولو صح ما يقوله ياقوت فلقد كان هذا الذى كلف به أَبو عمرو من تنشئة أَولاد للرشيد كانوا فى حجر يزيد بن مزيد ، بعد سنة ١٧٠ ه ، أَى وأَبو عمرو يخطو إِلى السبعين.
ونحن لهذا نميل إِلى أَنَّ أَبا عمرو لقب بهذا اللقب مبكرا ، وهذا يعنى أَنه عاش حياته الأُولى فى الكوفة فى جوار بنى عمومة يزيد بن مزيد الشيبانيين ، الذين هم من أَهل الضحاك بن قيس ، وأَنه ـ أَعنى أَبا عمرو ـ عاش منذ صباه يستمتع بهذا اللقب إِلى أَن اختاره يزيد بن مزيد ، بعد رحلة أَبى عمرو إِلى بغداد. لتربية أَولاد الرشيد. أَما إِذا ملنا إِلى الأَخذ بما يقول ياقوت فهذا يعنى أَن ذلك اللقب خلع على أَبى عمرو متأخرا ، وما نظنها كانت إلا الأُولى ، أَى أَبا عمرو كان يعيش فى جوار أَهل الضحاك بن قيس ، وأَنه كان مولى لبعضهم ، وقد يكون عنى بتربية بعض أَولادهم.