وهذه النسبة كما وقعت لأَبى عمرو ، من جراء تربيته لأَولاد من بنى شيبان ، وقعت لمثله لمثل هذا السبب ، فلقد كان أَبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن أَبى محمد يؤدب ولد يزيد بن منصور الحميرى ، فنسب إِليه ، وقيل له : اليزيدى.
* * *
ومِرار ، هذا الذى تذكر المراجع أَنه والد إسحاق ، مختلف فيه ، وأَكثر هذه المراجع على أَنه مِرار ، ويكاد يكون المرزبانى فى كتابه المقتبس هو أَسبق الذين تعرضوا لتحرير هذا الاسم بالعبارة ، فقال : ومرار ، بكسر الميم وبعدها راءان بينهما أَلف. ثم تبعه فى هذا الضبط غيره ، مثل ابن خلكان فى وفيات الأعيان ، وابن حجر فى التقريب ، والسيوطى فى البغية.
ولم يخالف فى إيراد الاسم براءَين غير الأَزهرى فى مقدمته على كتابه التهذيب ، فإِنه أَورده فى موضعين بدال مهملة آخرا ، وكذا نرى ابن الأنبارى فى كتابه نزهة الأَلبا ، فإِنه يذكره هو الآخر : مراد ، بدال مهملة.
وثمة نسخة من نسخ التهذيب أَوردته على صورة أُخرى ، وهى : مراء ، بهمزة فى آخره. وأَكبر الظن أَن هذه وتلك من أخطاءِ النساخ ، ولكن الغريب أَن نجد رجلا كالقفطى يعدها على الأَزهرى من هناته ، ويشير إِليها فيقول : «فأَخطأَ فى اسم أَبيه ـ يعنى أَبا أَبى عمرو ـ فقال : مراد ، وهو خطأُ كبير من مثله ، ويروى ذلك بخطه فى مقدمة الكتاب».
ولقد كان ما خطه الأَزهرى يصبح حجة للقفطى لو أَن الأَزهرى قيده بالعبارة ، أَما وهو لم يعد الرسم فما أميلنا إلى أَن نعده من قبيل الإِبهام ، هذا ونحن نعلم أَن الأَزهرى أَلف كتابه التهذيب بعد بلوغه السبعين ، كما يقول هو فى مقدمته ، والرجل بعد السبعين مشكوك فى جودة خطه ، هذا إِذ كان الأَزهرى أَولا من المجودين فى الخط. ثم إِن الذى يرويه القفطى فى هذه ـ أَعنى : مراد ، بدلا من مرار ـ ليس عن مطالعته