فيها مجرى التنفس مع تحركه ـ تسعة عشرة حرفا ، يجمعها قولك : ظل قوربض إِذ غزا جند مطيع. وأَما المهموسة ، وهى بخلاف المجهورة ، فيجمعها قولك : سكت فحثه شخص.
على هذا النحو ساقها جميع من عرضوا للكلام على الحروف ، وأَخص منهم صاحب النشر فى القراءَات العشر ، غير أنهم لم يبينوا مراتبها ، وما أظنها كلها على مرتبة واحدة ، ثم ما أَظن هذه الكلمات التى تجمعها تشعر بترتيب.
وهكذا نجد الجيم من بين الحروف التسعة عشر المجهورة ، ولكنا لا نعرف ترتيبها بينها ، ولعل النضر ، وهو السابق باختيار الجيم عنوانا لكتابه ، كان يرى هذا الحرف على رأس الحروف المجهورة ، وتبعه فى ذلك الشيبانى ثم شمر ، بدليل ارتضائهما هذه التسمية.
وأحب أن أضيف شيئا إِلى ما اختص به هذا الحرف ، أَعنى الجيم ، من الجهر ، فهذا الذى أضيفه قد يضفى شيئا على التسمية ، فهذا الحرف ، كما هو من بين الحروف المجهورة ، كذلك هو من بين الحروف الشديدة ، فثمة تقسيم آخر للحروف ، فهم يقسمونها إِلى شديدة ورخوة ومتوسطة ، والشديدة ، هى ما ينحصر فيها جرى الصوت فى مخرجه عند إِسكانه ، فلا يجرى الصوت ، والرّخوة بخلافها ، وأَما ما بينهما فحروف لا يتم لها الانحصار ولا الجرى ؛ والشديدة ثمانية يجمعها قولك «أجد قط بكت».
ويقول صاحب النشر : والمجهورة الشديدة ستة يجمعها قولك : «طبق أجد».
وهذا يعنى أن الجيم مع حروف خمسة هى وحدها التى تجمع بين الجهر والشدة.
وعند الكلام على مخارج الحروف نجدهم يجعلون المخرج السابع للجيم والشين المعجمة والياء غير المدية.
ومن هنا نرى أنه على حين تشارك الجيم الشين فى المخرج تنفرد بالشدة ، ثم هى تشارك الباءَ فى الجهر ، كما علمت.