أَبو عمرو كما تعلم كوفيا ثم بغداديا ، وما نظن هذه البيئات الثلاث كانت بمعزل بعضها عن بعض. وكذا ألف فى هذا الموضوع أَيضا معاصر لأَبى عمرو آخر تأَخرت وفاته عنه شيئا ما ، مؤلَّفا بهذا الاسم ، أَعنى الجيم ، وهذا المؤلِّف هو أَبو عمرو شمر ابن حمدويه الهروى ، المتوفى سنة ٢٥٥ ه.
وعلى حين لم يشر الذين ترجموا للنضر إِلى كتابه الجيم ، غير ابن النديم ، أَشار الذين ترجموا لشمر إِلى هذا الكتاب.
يقول السيوطى فى بغية الوعاة : وأَلف ـ يعنى شمر بن حمدويه ـ كتابا كبيرا فى اللغة ابتدأَه بحرف الجيم ، وكان ضنينا به ، لم ينسخ فى حياته ، ففقد بعد موته إِلا يسيرا ، ذكره فى البلغة ، يعنى البلغة للفيروزابادى.
ويقول الفيروزابادى فى كتابه «البلغة فى تاريخ أئمة اللغة» : وأَلف كتابا فى اللغة كبيرا على حروف المعجم ، ابتدأَ فيه بحرف الجيم ، فسمى كتاب الجيم ، وكان ضنينا به لم ينسخ فى حياته ، ففقد بفقده ، ولم يوجد منه إِلا بعض شئ. وقيل : كان كتابه الجيم فى غاية الكمال ، أَودعه تفسير القرآن وغريب الحديث.
ويقول ابن الأَنبارى فى كتابه «نزهة الأَلبّا» ، وهو يترجم لشمر : وأَلف كتابا كبيرا على حروف المعجم وابتدأَه بحرف الجيم ، لم يسبقه إِلى مثله أَحد تقدم ، ولا أَدركه من بعده ، ولما أَكمل الكتاب بخل به فلم ينسخه أَحد من أصحابه ، فلم يبارك له فيما فعل ، حتى مضى لسبيله ، فاختزن بعض أَقاربه ذلك الكتاب ، واتصل بيعقوب بن الليث ، فقلده بعض أَعماله واستصحبه إِلى فارس ونواحيها ، فحمل معه ذلك الكتاب ، فأَناخ يعقوب بن الليث بالسيب من السواد ، فجرى الماء من النهروان على معسكره ، وغرق ذلك الكتاب فى جملة ما غرق من سواد المعسكر.
ويقول الأَزهرى فى مقدمة كتابه «التهذيب» ، وهو يعرِّف بشمر هذا : «ولما أَلقى عصاه بهراة أَلف كتابا يسيرا فى اللغات أَسسه على الحروف المعجمة. وابتدأَه بحرف