وهذا النص يجلو شيئا جاء فى الكشف ؛ فقد ذكر هناك كتابان ، أَحدهما لصاحب ثعلب ، والآخر لأَبى عمرو ، ويظهر من كلام السيوطى هنا أَنهما شئ واحد. ولكن الذى يبقى من كلام حاجى خليفة أنه ردّ على نوادر يونس ، لهذا كان أولى به أن يحمل بدلا من اسم «النوادر» : الرد على نوادر يونس ثم لعل وقوع هذا الرد فى ثلاث نسخ ـ أَى ثلاثة أَجزاءِ فيما يبدو ـ كما جاء فى الفهرست والكشف ، هو الذى جَرّ ابن النديم إِلى تسميته بكتاب النوادر الكبير ، وكذا جره إِلى أَن يجعل لأَبى عمرو كتابا آخر باسم النوادر ، ولما لم يجد لذلك مبررا جعل هذا الاسم اسما آخر لكتاب الجيم. وقد وقف السيوطى ، وهو ينقل عن الفهرست ، فى ترجمته لأَبى عمرو ، فى البغية عند كر الكتابين فقط دون أَن يتورط فيما تورط فيه ابن النديم. ويكاد يكون حديث السيوطى فى المزهر توثيقا لما سبق له فى البغية.
(٢)
كتاب الجيم
لا يكاد مرجع من المراجع التى عرضت لكتب أَبى عمرو لم يذكر كتاب الجيم ، وكلهم يتفقون فى هذه التسمية ، غير صاحب الفهرست فقد سماه : حرف الجيم.
ولقد مر بك ما كان من ابن النديم ، وابن خلكان ، ثم القفطى ، فى تسميتهم إِياه أيضا بكتاب الحروف ، ثم بكتاب اللغات ، ثم بكتاب النوادر. ولقد رأَيت معى فيما سبق ما يؤيد أَن هذه الأَسماء أَسماء لكتب أُخرى ، وليست أَسماءً مرادفة للجيم.
ولقد شورك أَبو عمرو فى هذه التسمية ، فلقد أَلف معاصر له سبقه إِلى الدار الآخرة بقليل ، وهو النضر بن شميل ، المتوفى سنة ٢٠٤ ، كتابا سماه بهذا الاسم ـ أَى الجيم ـ ولقد كان النضر يقيم فى البصرة أَول حياته ، ثم انتقل عنها إِلى خراسان ، وكان