الجيم ، فيما أَخبرنى أَبو بكر الإِيادى وغيره ممن لقيه ، فأَشبعه وجوده إِلا أَنّه طوّله بالشواهد والشعر والروايات الجمة عن أَئمة اللغة وغيرهم من المحدثين ...». إِلى أَن قال : «ولما أَكمل الكتاب ضن به فى حياته ولم ينسخه طلابه فلم يبارك له فيما فعله ، حتى مضى لسبيله ، فاختزل بعض أَقاربه ذلك الكتاب من تركته واتصل بيعقوب بن الليث السجزى ...»
ثم مضى الأَزهرى يذكر ما جاءَ عن ابن الأَنبارى ، ثم قال : «ورأَيت أَنا من أَول ذلك الكتاب تفاريق أَجزاء بخط محمد بن قسورة فتصفحت أَبوابها فوجدتها على غاية الكمال ، والله يغفر لأَبى عمرو». يعنى : أَبا عمرو شمر بن حمدويه
ولم يبعد كثيرا عن هذا الكلام الكنانى فى كتابه «الرسالة المستطرفة» ولا القفط فى كتابه «إِنباه الرواة».
هذا ما كان من أَمر كتابى الجيم للنضر وشمر ، فأَما كتاب الجيم للنضر فلم يبق لنا كما عرفت منه غير اسمه ، وحتى هذا الاسم لم يحفظه لنا غير ابن النديم ، وعنه نقل من نقل.
وأَما عن كتاب الجيم لشمر فلقد ضللناه هو الآخر ، وذهب الغرق به ، وحتى القليل الذى بقى منه وذكره الفيروزابادى ، وتلك التفاريق التى يقول الأَزهرى إِنه رآها ، حتى هذا وذاك فلا علم لنا اليوم به.
والكتاب الذى بقى لنا من هذه الكتب الثلاثة ، التى تحمل اسم الجيم ، هو كتاب أَبى عمرو الشيبانى ، ولكنه لا شك ليس على صورته النهائية التى أَرادها له واضعه ، كما أَنه لا يحمل مقدمة تعرف بمنهجه ، وتعلل تلك التسمية ، الأَمر الذى ترك الدارسين له يحدسون ويرجمون.
يقول الفيروزابادى فى قاموسه المحيط عند الكلام على الجيم : «والجيم : الديباج ، سمعته من بعض العلماءِ نقلا عن أَبى عمرو ، مؤلف كتاب الجيم».