قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    نهج الحقّ وكشف الصدق

    نهج الحقّ وكشف الصدق

    176/590
    *

    آية من اشترى نفسه

    الخامسة : قوله تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) (١)

    قَالَ الثَّعْلَبِيُّ وَرَوَاهُ ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّهَا نَزَلَتْ فِي عَلِيٍّ ع لَمَّا هَرَبَ النَّبِيُّ ص مِنَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْغَارِ خَلَّفَهُ لِقَضَاءِ دَيْنِهِ وَرَدِّ وَدَايِعِهِ فَبَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ وَأَحَاطَ الْمُشْرِكُونَ بِالدَّارِ فَأَوْحَى اللهُ إِلَى جَبْرَئِيلَ وَمِيكَائِيلَ أَنِّي قَدْ آخَيْتُ بَيْنَكُمَا وَجَعَلْتُ عُمُرَ أَحَدِكُمَا أَطْوَلَ مِنَ الْآخَرِ فَأَيُّكُمَا يُؤْثِرُ صَاحِبَهُ بِالْحَيَاةِ فَاخْتَارَ كُلٌّ مِنْهُمَا الْحَيَاةَ فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِمَا أَلَّا كُنْتُمَا مِثْلَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ آخَيْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ فَبَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ يَفْدِيهِ بِنَفْسِهِ وَيُؤْثِرُهُ بِالْحَيَاةِ اهْبِطَا إِلَى الْأَرْضِ فَاحْفَظَاهُ مِنْ عَدُوِّهِ فَنَزَلَا فَكَانَ جَبْرَئِيلُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَمِيكَائِيلُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ فَقَالَ جَبْرَئِيلُ بَخْ بَخْ مَنْ مِثْلُكَ يَا ابْنَ أَبِي طَالِبٍ يُبَاهِي اللهُ بِكَ الْمَلَائِكَةَ. (٢)

    __________________

    ـ (عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ) ص ٨٦ ، فهذه الآيات تعلن بأن أجره (ص) على الله تعالى ، وما كلف الناس بشيء من الأجر الذي لا ينتفع منه إلا نفسه (ص).

    وعدة منها تثبت له أجرا على الناس غير الاجر المنفي في الآيات السابقة ، قال تعالى : (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) ، وقال تعالى : (ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ) سبأ : ٤٧ ، وقال تعالى : (قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلَّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبِيلاً) الفرقان : ٥٧ ، وهذه الآيات تعلن بأن الأجر المطلوب من الناس يعود لهم لا عليهم ، وينتفعون هم منه في أمر دينهم ، وشؤون حياتهم ، والمودة المطلوبة في القربى ليست إلا معرفة فضلهم الذي أوجبه الله عزوجل ، فان المودة على قدر معرفة الفضل والإطاعة لهم ، بما أمر به الله والرسول ، فكانوا هم السبيل إليه تعالى ، والمسلك إلى رضوانه.

    (١) البقرة : ٢٠٧.

    (٢) راجع أيضا : أسد الغابة ج ٤ ص ٢٥ ، وشواهد التنزيل ج ١ ص ٩٨ ، ومستدرك الحاكم ج ٣ ص ١٣٢ ، ونور الأبصار ص ٨٦ ، وينابيع المودة ص ٩٢ ، والتفسير الكبير ج ٥ ص ٢٠٤ ، ومسند أحمد ج ١ ص ٣٣١ ، وتفسير الطبري ج ٩ ص ١٤٠ والسيرة النبوية ـ