ترتجى الشفاعة منها نعوذ بالله من هذه المقالة التي نسب النبي ص إليها وهي توجب الشرك فما عذرهم عند رسول الله ص وقد
__________________
ـ وأخرجه ابن جرير ، وابن مردويه ، من طريق العوفي ، عن ابن عباس.
وأخرجه ابن مردويه ، من طريق الكلبي ، عن ابن صالح. ومن طريق أبي بكر الهذلي ، وأيوب ، عن عكرمة. ومن طريق سليمان التيمي ، عمن حدثه ، كلهم عن ابن عباس.
وأخرجه عبد بن حميد ، وابن جرير ، من طريق يونس ، عن ابن شهاب عن أبي بكر ابن عبد الرحمان بن الحارث : أن رسول الله إلخ ... مرسل صحيح الاسناد.
وأخرجه ابن أبي حاتم ، من طريق موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب.
وأخرجه البيهقي في الدلائل ، عن موسى بن عقبة ، ولم يذكر ابن شهاب.
وأخرجه الطبراني ، عن عروة مثله.
وأخرجه سعيد بن منصور ، وابن جرير ، عن محمد بن كعب القرظي ، ومحمد بن قيس.
وأخرجه ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم بسند صحيح ، عن أبي العالية.
وأخرجه ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن أبي العالية ، بتفاوت يسير مع الذي قبله.
وأخرجه ابن أبي حاتم ، عن قتادة ، وعن السدي.
وأخرجه عبد بن حميد ، عن مجاهد ، وعكرمة.
كانت تلك هي أسانيد هذا الحديث المجعول جمعها السيوطي في تفسيره وخلاصته : أن رسول الله «ص» لما قرأ : «أفرأيتم اللات والعزى ، ومناة الثالثة الأخرى» ألقى الشيطان على لسانه ، وفي بعضها فألقى في أمنيته (تلك الغرانيق العلى ، منها الشفاعة ترتجى) ، فقال المشركون : ما ذكر آلهتنا بخير قبل اليوم ، فسجد ، وسجدوا ، ثم جاءه جبرئيل بعد ذلك فقال : اعرض علي ما جئتك به ، فلما بلغ : تلك الغرانيق العلى وإن شفاعتهن ترتجى ، قال جبرئيل : لم آتك بهذا ، هذا من الشيطان ، فأنزل الله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ ، وَلا نَبِيٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللهُ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللهُ آياتِهِ ، وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) الحج : ٥٢ وزيد في بعضها ما خلاصته : قال المشركون يذكر آلهتنا بالشتم والشر ، وإن ذكرها بالخير نذكر إلهه بالخير ، وأقررناه وأصحابه ، فتكلم الرسول بها ، فانتشر قوله «ص» (تلك الغرانيق ...) ، وقالوا : إن محمدا قد رجع إلى دينه الأول ودين قومه.
أقول : صفوة القول في عصمة الأنبياء عند الأشاعرة ، هو عدم وجوب عصمتهم قبل النبوة بالاتفاق عندهم. ويجوز عليهم ارتكاب الكفر وأنواع المعاصي ، ويؤيد ذلك ما نسبوه إلى النبي «ص» ، في فضل عمر بن الخطاب : (لو كان بعدي نبي ، لكان عمر بن الخطاب) رواه في أسد الغابة ج ٤ ص ٦٤ ، ونور الأبصار ص ٦١ ، وتاريخ ابن عساكر ج ٣ ـ