قتل جماعة كثيرة من أهله وأقاربه على عبادة الأصنام ولم تأخذه في الله
__________________
ـ ص ٢٨٧ ، وتاريخ الخلفاء ص ١١٧ ، وقال : أخرجه الترمذي ، والحاكم ، وصححه عن عقبة بن عامر ، وأخرجه الطبراني عن أبي سعيد الخدري ، وعصمة بن مالك ، وأخرجه ابن عساكر عن ابن عمر ... مع أنه قد تواتر في كتب التاريخ والحديث : أن عمر أسلم في السنة السادسة بعد البعثة ، أو بعد ذلك ، وله على الأقل سبع وعشرون سنة.
وأما بعد النبوة ، فأكثرهم على عدم وجوبها أيضا ، كما صرح به الغزالي وغيره كما تقدم ، واعتمد حفاظهم في تفسير قوله تعالى : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ) ، ، على أمثال هذه الروايات المختلفة. فراجع الدر المنثور للسيوطي ج ٤ ص ٣٦٤ وقال الآخرون من أهل السنة بوجوب العصمة بعد النبوة من الكبائر والصغائر عمدا. وأما سهوا ، فان كان من الكبائر فبينهم خلاف ، وإن كان من الصغائر ، فقد قال القاضي ابن روزبهان : هو جائز اتفاقا ، بين أكثر أصحابنا ، وقال : وأما الصغائر عمدا فجوزها الجمهور ...
وأما عند الامامية : فيجب في النبي أن يكون طاهر الولادة ، طيب النسل لم يشرك أحد من آبائه من آدم إلى الخاتم ، كما تقدم عن علي «ع» في خطبته رقم (٩٤) في نهج البلاغة : «فاستودعهم في أفضل مستودع ، وأقرهم في خير مستقر ، تناسختهم كرائم الأصلاب ، إلى مطهرات الأرحام» انتهى ، ويقولون : إن الأنبياء معصومون من وقت مولدهم ، وصرح بذلك غيره من أئمة أهل البيت المعصومين «ع» ، فراجع الكتب المعتبرة عند الامامية ومن الأدلة التي أقامها الفخر على العصمة بعد النبوة الآية (١٢٤) من سورة البقرة :. (لا يَنالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) حيث قال : والمراد : إما عهد النبوة ، أو عهد الامامة ، فان كان المراد عهد الامامة وجب أن لا تثبت الامامة للظالمين ، وإذا لم تثبت الامامة للظالمين ، وجب أن لا تثبت النبوة للظالمين ، لأن كل نبي لا بد وأن يكون إماما يؤتم به ، والآية على جميع التقديرات تدل على أن النبي لا يكون مذنبا ..
أقول : لا يخفى على من أمعن النظر في الآية الكريمة : أنها تنفي نيل الظالمين العهد المذكور فيها بعنوان القضية الحقيقية ، ولم يلحظ فيها زمان دون زمان ، فالآية الكريمة صريحة في نفي العهد عمن ارتكب الظلم في آن من آنات عمره. قال السيد سابق : في «العقائد الاسلامية» ص ١٨٣ : إن رسل الله يدركون بحسهم الذي تميزوا به على غيرهم من البشر : أنهم دائما في حضرة القدس ، وأنهم يبصرون الله في كل شيء ، فيرون مظاهر جماله وجلاله ، ودلائل قدرته وعظمته ، وآثار حكمته ورحمته (إلى أن قال) فتمتلىء قلوبهم إجلالا لله ، ووقارا له ، فلا يبقى فيها مكان لشيطان ، ولا موضع لهوى ، ولا جنوح لشهوة ، ولا إرادة لشيء سوى إرادة الله.
وقال عفيف عبد الفتاح طباره في كتابه : «مع الأنبياء في القرآن الكريم» ص ١٩ : فالله سبحانه تولى تأديبهم وتربيتهم ، وعصمهم عن الوقوع في الذنوب والمعاصي ، فلم تكن ـ