فقالوا إنه صلى يوما وقرأ في سورة النجم عند قوله تعالى (أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) (١) تلك الغرانيق العلى منها الشفاعة ترتجى (٢) وهذا اعتراف منه ص بأن تلك الأصنام
__________________
ـ والمختار ما ذكره القاضي (يعني الباقلاني) : وهو أنه لا يجب عقلا عصمتهم ، إذ لا يستبان استحالة وقوعه (أي العصيان) بضرورة العقل ولا بنظره ، وليس هو مناقضا لمدلول المعجزة ، فإن مدلوله صدق اللهجة فيما يخبر عن الله تعالى ، لا عمدا ولا سهوا ، ومعنى التنفير باطل ، فإنا نجوز أن ينبىء الله كافرا ويؤيده بالمعجزة. واختاره فرقة الأزارقة من الخوارج (وليراجع الملل والنحل ج ١ ص ١٢٢).
ونقل أبو رية في كتابه : أضواء على السنة المحمدية ص ٤٢ عن كتاب : نهاية المبتدئين لابن حمدان : إنهم معصومون فيما يؤدونه عن الله تعالى ، وليسوا بمعصومين في غير ذلك ، من الخطأ ، والنسيان ، والصغائر ، وقال ابن عقيل في الارشاد : إنهم لم يعتصموا في الأفعال ، بل في نفس الأداء ، ولا يجوز عليهم الكذب في الأقوال فيما يؤدونه عن الله تعالى. وهذا ينكره علماء الشيعة فإنهم أجمعوا على أن الأنبياء معصومون لا يخطئون ، ولا يعتريهم السهو والنسيان ، وهم مجمعون على أنهم معصومون في الكبر والصغر ، حتى في أمور الدنيا. وقال الرازي في تفسيره الكبير ج ٣ ص ٧ : واختلف الناس على ثلاثة أقوال : أحدها : قول من ذهب إلى أنهم معصومون من وقت مولدهم ، وهو قول الرافضة. وثانيها : قول من ذهب إلى عصمتهم وقت بلوغهم ، ولم يجوزوا منهم ارتكاب الكفر والكبيرة قبل النبوة ، وهو قول كثير من المعتزلة. وثالثها : قول من ذهب إلى أن ذلك (يعني ارتكاب الكفر والكبيرة) لا يجوز وقت النبوة. أما قبلها فجائز ، وهو قول أكثر أصحابنا ، وقول أبي الهذيل العلاف ، وأبي علي من المعتزلة.
وقال في الجزء ١٨ ص ٩ من تفسيره : وعندنا العصمة إنما تعتبر في وقت النبوة لا قبلها. وأشار ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج ٢ ص ١٦٢ إلى ما قاله الفخر الرازي.
(١) آية : ١٩ و ٢٠.
(٢) رواه في (مجمع الزوائد ج ٧ ص ١١٥ ط مصر) ، ورواه السيوطي في تفسيره (الدر المنثور) ج ٤ ص ٣٦٨ بهذا الاسناد.
وأخرجه عبد بن حميد ، من طريق السدي ، عن صالح.
وأخرجه البزار ، والطبراني ، وابن مردويه ، والضياء في المختارة ، بسند رجاله ثقات من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس.
وأخرجه ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، بسند صحيح ، عن سعيد بن جبير. ـ