عن مثل ذلك لشغل.
وليست هذه الاثارات مختصة بهذه الرسالة فقط ، وإنما هي السنة التي اختطها علماء السلف والتابعون وإلى ساعتك هذه ، بل وإنك لتقف متحيّراً أمام سيل الرسائل الجامعية التي تهطل علينا سنوياً من مطابع المعاهد والجامعات الإسلامية وهي تحمل بين دفتيها مقولة الشيعة بتحريف القرآن ، والقول بألوهية الأئمة ، وبيان وجوه الشبه بين الشيعة واليهود ، وما إلى ذلك ، وكأن مؤلّفيها قد اكتشفوا أمراً جديداً يستحق كل هذا الاهتمام فتتبنى الجامعة طبعها والأمر بتداولها بين الجامعات ، وكأن أبواب العلم قد سدّت منافذها أمام الطلاب ، ولم يبق الّا مجموعة شبهات أثارها شيخ الإسلام لتبقى من بعده علِكاً يلاك (١) مواقع التخمة.
والردود على مثل هذهِ الرسائل من قبل أعلام الطائفة دالة على روح المتابعة التي يحملها هؤلاء الأعلام حتى للشوارد منها ، لتنبيه الأوساط العلمية على مواقع الخلل فيها من جانب ، وإثبات الوجود من جانب آخر ، والّا فمثل هذهِ الأمور لا تستحق صرف الوقت الكثير.
ولذلك اختار المؤلف رحمهالله في رده على رسالة صاحب المنار نماذج منها باشارات عابرة ولم يتوقف إلّا عند قوله «بأن
__________________
(١) اللوك : أهون المضغ أو عَلْكُ الشيء.